يبدأ العام الهجري الجديد في وقت تمر بنا فيه أحداث كثيرة ومتنوعة وفي مجالات مختلفة وعلى نطاقات عدة محلية ودولية ولسان حال الكثير منا هو ماذا يحمل لنا هذا العام الهجري الجديد؟ وكيف ينبغي أن نستعد له؟ وماذا يجب أن نفعل بشأن التغييرات المتسارعة التي تحدث من حولنا؟ بداية أي عام هي أفضل وقت لبداية حدوث التغييرات، فعلى مستوى الأفراد نجد الكثير ينتظر فترة زمنية معينة لكي يغيّر عادة ما أو يتخذ قراراً جريئا أو يقوم بمهمة معينة أو يتوقف عن أمر ما، وقد بدأ هذا العام ولازال كثير من الناس يبحثون أثر الأوامر الملكية الأخيرة على حياتهم المعيشية وما يجب أن يتم إتخاذه بشأن مصروفاتهم اليومية. من الواضح أن تلك القرارت ستلعب دوراً أساسياً في تغيير ثقافة المجتمع تجاه بعض العادات والتقاليد الاجتماعية والتي كانت تتم في الماضي وقد نشرت إحدى الصحف مؤخراً عدداً من العادات والتقاليد المعيشية والتي تحتاج الأسر السعودية أن تراجعها إضافة إلى الحرص على تأصيل ثقافة الإدخار ما أمكن لأن الفترة القادمة لن تكون أبداً مثل الماضي ولذلك لابد من تصحيح بعض أنماط حياتنا في مجال نفقات الحفلات والسفر وإرتياد المطاعم والمقاهي وتغيير أثاث المنزل وشراء الأجهزة والاقتصاد في استخدام وسائل الإتصالات المدفوعة والمبالغة في إعداد الولائم المتكررة وغيرها من الأمور الأخرى. العام الجديد سيحمل لنا المزيد والمزيد من القرارات التي لا تهدف فقط للترشيد وتنويع دخل الدولة بل وتهدف أيضا إلى التغيير وتحسين ثقافتنا الاقتصادية الأسرية وكذلك ثقافتنا الاجتماعية والحد من الهدر والإسراف والتبذير، وذلك كله لن يكتمل إلا عندما ننتهز فرصة بداية هذا العام لنعلن الحرب على الفساد بمختلف أنواعه كما نحارب الغلاء وغيره من الأنماط والممارسات الأخرى السيئة الموجودة في مجتمعنا، فلا يكفي أن يتحمّل المواطن فقط تبعات تلك القرارات بل لابد من مراجعة كافة الأنظمة بشكل عام لتواكب تلك التغييرات فلا يمكن أن تستمر الأنظمة القديمة والتي مضى عليها عشرات السنين كما هي دون تغيير كما لا يجب أن يبقى الفساد منتشرا في وقت نسعى فيه للترشيد والحد من الإسراف والهدر. عام جديد يحمل بوادر التغيير والتحسين والتطوير نحو الأفضل ونتمنى أن تكون نتائجنا فيه أفضل وأن لا ننتظر إلى نهاية العام لنحاسب أنفسنا بل يجب أن تكون لنا وقفات مختلفة، شهرية أو حتى ربع سنوية لقياس ما تم تحقيقه ومراجعة ما قمنا بتغييره من أنظمة لمعرفة أوجه التحسن فنسعى لتطويرها وأوجه القصور فنحرص على معالجتها. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :