كنت قد قاطعت الطريق الصحراوي منذ أربعة أعوام لخطورة استخدامه ولكثرة استهتار الحكومات بحياة مستخدمي هذا الطريق وما زاد عزيمتي على استخدام طريق وادي عربة ومقاطعة هذا الطريق لأكثر من أربعة أعوام إلا ما ندر هو انتهاك قانون السير من قبل سائقي الشاحنات تحديدا وأمام الدوريات الخارجية التي من واجبها المحافظة على قانون السير لحماية أرواح الناس وما استفزني كانسان يضطر السفر على هذا الطريق شبه أسبوعيا هو انعدام قانون السير وفقراته الا فقرة واحدة هي مخالفة الرادار او السرعة الزائدة والتي كانت طبيعة الطريق المدمر لا تساعدك لكي تتجاوز السرعة المقررة وكانت تنصب عليه كمائن لاصطيادك في مناطق تكون السرعة فيها لا تزيد عن 80 كم/س رغم ان الطريق الممتد من عمان الى العقبة يموت عليه أردنيون كل يوم بسبب عدم صلاحيته وتجاوز مستخدميه كل قواعد المرور وتسبب إهمال هذا الطريق ولسنوات طويلة بإنتاج أرامل وأيتام وإعاقات وأضرار مادية ومعنوية لعدد كبير من الأردنيين وكانت الحكومات المتعاقبة منشغله بأمور ربما اضطرتها لإهمال هذا الطريق الذي تسبب بزيادة الأعباء والمعاناة على المواطن الأردني.. قبل فترة ليست طويلة اضطررت الى استخدام الطريق الصحراوي وندمت خاصة عندما كدت ان أموت بسبب سير الشاحنات ومعظم السيارات على المسرب الأيسر وإلزامك بالتجاوز عن المسرب الأيمن وأمام أعين رجال الدوريات الخارجية الذين لم يحفظوا من كل مواد قانون السير وفقراته إلا فقرة الرادار وسلمنا الله بفضله ورحمته من موت محقق ومن ثم وقبل أيام اضطررت إلى استخدام هذا الطريق مره أخرى بسبب حاجتي للمرور بمدينة معان العزيزة على قلوبنا وكانت المفاجأة بان الطريق سليم ويصلح لسير المركبات سواء كانت للنقل الثقيل أو المركبات الخاصة أو مركبات نقل الركاب وكان الطريق وكأنه أصلح بعصا سحرية وبفترة وجيزة جدا وبطريقة سلسة لدرجة أننا لم نشعر فيها.. كيف استطاعت حكومة دولة الدكتور هاني الملقي أن تصلح هذا الطريق الذي يزيد طوله عن 340 كم بهذه السرعة وكيف استطاعت أن تحدد مسارب الطريق وكيف التزم أصحاب الشاحنات ومستخدمي الطريق بمسرب اليمين وبقانون وقواعد السير ، بدون علامات استفهام فانا كنت قريبا من دولة الرئيس لمدة عام ونصف خلال فترة عمله في العقبة كرئيس لسلطتها فهذا الرجل المحب لتطبيق القانون يبحث دائما عن كرامة المواطن مهما كان موقع هذا المواطن او عمله ولا يفكر أبدا في جيبه او في فوائد خاصة تعود عليه أو مرابح غير تلك التي تكسبه إتقان عمله وإرضاء ضميره.. عندما كنت استخدم الطريق قبل إصلاحه اشعر بأنني أعيش في وطن لا يحترمني ولا يخاف على حياتي ولا يهم المسؤولين عنا فيه إن كنا نعاني أو حتى نموت بل إننا كنا نشعر أننا نعيش في دولة فسادها اكبر من كل فساد الأرض ومواطنها وزائرها مجرد رقم في إحصاءاتهم. أما اليوم فإنني كمواطن اشعر بان هناك من يخاف على حياة الناس وهناك من يعمل لأجل تخفيف معاناة الناس وهناك من يحترم ويصون حقوق الناس، صحيح أن الطريق الصحراوي تم ترقيعه فهذا لا يعيبني ولا يعيب حكومتنا لأنها تعاني في اقتصادها وان ما يحصل ربما يدل على إننا دولة فقيرة او مديونه لكنه لا يدل أبدا على إننا دولة تستهتر بحياة مواطنها ولا تحترمه ولا تحافظ على حياته ، أتمنى أن يستمر الترقيع في هذا الطريق إلى اكبر فترة ممكنة لان هذا الطريق بعد عام سيصبح رقعة واحدة وستزيل كل عيوبه كما ارجوا من الحكومة أن تبقي فرق الترقيع تراقب الشارع على مدار العام وتنصب وترسم عليه كل قواعد المرور فلا نريد طريقا جديدا إلا بعد ميسرة ، وأتمنى أن توزع فرق كل 50 كلم فرقة تتحمل مسئولية أي حفرة أو خلل على هذا الطريق لكي يبقى الطريق للأبد لا يحتاج الى مئات الملايين لإعادة تأهيله وستكون التكلفة اقل ، فمن غير المعقول ولا من المقبول أن يترك طريق دولي طوله 340 كم عشر سنوات دون متابعة شبه يومية مهما كانت نوعية المواد المستخدمة في إنشائه ، وأخيرا أقول فقرنا ليس عيبا بل إن إهمالنا بحياتنا هو العيب وان ما أنجزته هذه الحكومة في وقت قياسي كان بإمكان أي حكومة أن تنجزه لو فكرت بحفظ الكرامة وصون حياة الناس.
مشاركة :