«سكن.. سكن» تمسرح منازل الناس بين العقل والجنون

  • 10/5/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عصام أبو القاسم (كلباء) اختتمت مساء أمس الأول عروض الدورة الخامسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي انطلق في 29 سبتمبر الماضي. واقتصر برنامج الليلة قبل الأخيرة للمهرجان الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، على تقديم مسرحية قصيرة تحت عنوان «سكن سكن مهما كلف الثمن»، من تأليف الكاتب والرسام الإيطالي كارلو مانزوني (1909 ـ 1975) وإخراج أنس عبد الله، الذي اجتهد في هندسة خشبته موظفاً الإضاءة بصفة خاصة في تشكيل فضاء ومعنى عرضه. اللمحة الأكثر لفتاً في عمل المخرج تجلت في تحويله الخشبة العارية، إلا من بعض المكعبات الخشبيّة، إلى سجن، وذلك من خلال إسقاط خيوط الضوء في الجزء العلوي من الستارة الخلفية للمسرح، بحيث يمكن للمشاهد أن يرى ما يشبه نوافذ بفتحات ضيقة، كتلك التي في عمارة السجون، وقد راحت مجموعة من الأشباح، التي ترتدي لباس المسجونين، تجتهد وتمد أجسامها لتصل إليها أو لتنفذ بأصواتها عبرها. وفي المشهد التالي نتبين أن هذا المكان ليس سجناً بالمعنى الحرفي، إنما مصحة للمرضى العقليين، ولكنه يبدو أشبه بفندق بالنسبة للزوجين»انطونيو وارتورا»، اللذين يدخلان إليه بعد أن أهلكهما المشي في المدينة من دون أن يعثرا على فندق أو مكان لمبيتهما! من هنا، أي من هذا الخطأ في تقدير صفة المكان، تبدأ وقائع العرض في التعقيد. في نص الكاتب، نعرف من محاورة في استهلالية العمل بين نزلاء المكان أن أحوالهم العقلية ليست كما يمكن أن نتصور حين يقال لنا إنهم مصابون بالجنون، ففي مقدورهم الحديث، بمعرفة وشغف، حول الموسيقى وحول التغيرات التي طرأت على مواهب المطربين، كما أن في وسعهم الحديث عن التحولات التي عرفها المجتمع الذي ما عاد كما كان في الثلاثينيات. ويذكر هذا البعد من العمل الذي لم يظهر بشكل واضح في العرض، بنظرات المفكر الفرنسي الراحل ميشيل فوكو الذي هزّ بأبحاثه ورؤاه العديد من المفاهيم والاصطلاحات السائدة في عالم المصحّات النفسية ومراكز إيواء المصابين بأمراض عجز الطب أو لم يبلور نتيجة محددة حول صفاتها وعلاجاتها. ... المزيد

مشاركة :