وافق البرلمان الأوروبي اليوم (الثلثاء)، بغالبية ساحقة، على مصادقة الاتحاد الأوروبي على اتفاق باريس المناخي، نتيجة إجراءات معجلة من شأنها أن تسمح بدخوله حيز التنفيذ سريعاً. وسيبلّغ الاتحاد الأوروبي الأمم المتحدة بمصادقته على الاتفاق في الأيام المقبلة، تزامنا مع انتهاء كل دولة عضو فيه من المصادقة عليه على الصعيد الوطني، ناهجاً بالتالي نهج الولايات المتحدة والصين والهند، وهي أكبر الدول الملوثة في العالم، وستطلق المصادقة الأوروبية المشتركة بعد شهر، عملية دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إذ عجل الاتحاد الأوروبي وتيرة مساره حتى لا يبدو متأخراً في هذا المجال. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطاب ألقاه أمام النواب الأوروبيين المجتمعين في ستراسبورغ قبل عملية التصويت: "أمامكم فرصة لصنع التاريخ من خلال مساعدة العالم على التوجه إلى مستقبل أفضل"، فيما وافق النواب على مصادقة النص بغالبية ساحقة. وبلغت الأصوات المؤيدة 610 مقابل 38 صوتا معارضا، خلال جلسة عامة شاركت فيها وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين روايال رئيسة مؤتمر "الأطراف الحادي والعشرين". وينبغي أن تصادق على الاتفاق 55 دولة، ليدخل حيز التنفيذ، على أن تكون مسؤولة عما لا يقل عن 55 في المئة من انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض، وفي حين استُوفي الشرط الأول، إلا أن الثاني لايزال قيد التحقيق، إذ أن إجمالي بلاغات المصادقة المرفوعة اليوم تشمل 52 في المئة من الانبعاثات. ومن المرتقب تخطي هذه النسبة مع بلاغات المصادقة المرتقبة من سبع دول في الاتحاد الأوروبي، تشمل ألمانيا والنمسا وفرنسا والمجر وسلوفاكيا ومالطا والبرتغال. وفي الأحوال العادية، يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الـ18 التابعة له أن تقدم على نحو متزامن بلاغات المصادقة وفق إجراءات طويلة أحيانا، تُعتمد لهذا النوع من المعاهدات الدولية، إلا أن الاتحاد توصل مع أعضائه إلى اتفاق سياسي للجوء هذه المرة إلى إجراءات استثنائية تسمح له وللبلدان المستعدة، بخوض هذا المسار في أسرع وقت. ومن المتوقع أن تضع قمة قادة الدول الأوروبية اللمسات الأخيرة على مسار المصادقة بعد تصويت النواب اليوم، لكنه مجرد تدبير شكلي، إذ سبق للبلدان الـ28 أن أعطت الضوء الأخضر لهذه العملية، خلال اجتماع استثنائي عقد الجمعة الماضي في بروكسيل.