تسعى الجزائر إلى لعب دور في التمهيد لاتفاق سياسي بين الأطراف الليبية، خاصة في المنطقة الشرقية ببنغازي، بعد أن مالت في الفترة الأخيرة للتقرب أكثر من المجلس الرئاسي الوطني، في طرابلس، بقيادة فايز السراج، على حساب البرلمان الليبي بقيادة عقيلة صالح والمشير خليفة خفتر قائد الجيش الليبي. وفتحت الجزائر حوارات مع «عقيلة» و«حفتر»، خلال الأيام الماضية، عبر طرح مباردة جديدة لحل الأزمة الليبية، لإشراك حكومات دول الجوار والأفارقة في التوفيق بين الليبيين. وطبقا لمصادر جزائرية، فإن الحكومة تسعى للتقارب مع عقيلة وحفتر، في محاولة منها للحصول على مصادقة البرلمان الليبي على شرعية المجلس الرئاسي، وذلك للعمل على تمرير مقترح طرحته الجزائر بـ«إنشاء مجلس عسكري أعلى يضم في تشكيلته 3 أطراف فاعلة الآن في ليبيا، وهم: المجلس الرئاسي والمشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح»،إذ جاءت المبادرة عقب لقاءات جزائرية مع مسؤولين أمميين وفرنسيين، طبقا لما أوردته مصادر جزائرية لمواقع ليبية. وذكر الوزير الجزائري للشؤون الأفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، أن الرئيس التشادي اقترح مبادرة بمشاركة دول إفريقية لحل الأزمة في ليبيا، ستنطلق أواخر أكتوبر/تشرين الثاني الجاري. وستجتمع لجنة خماسية لمتابعة الأوضاع في ليبيا بحضور دول الجوار، كما سيُعقد اجتماع في عاصمة النيجر نيامي هذا الشهر يتناول تطورات الوضع في ليبيا. مصادقة البرلمان على المجلس الرئاسي المقترح الجزائري اصطدم بعدم مصادقة مجلس النواب على شرعية المجلس الرئاسي، مما دفع الجزائر لفتح قنوات اتصال مع عقيلة صالح ومع حفتر، بهدف التوصل لتوافق بين حكومة الوفاق والجيش الليبي وبرلمان ليبيا، ومن ثمة تشكيل حكومة موسعة خلال الأسابيع المقبلة. وتتخوف الجزائر من تدهور الوضع الأمني في ليبيا، مما يفضي إلى انسحاب القوات الموالية لحفتر من محيط الموانئ النفطية، مع منح مشاركة فعالة لقوات الأخير في معارك تحرير مدينة سرت من داعش، وكانت الجزائر أبلغت باريس برفض تقدم قوات أخرى تدعمها فرنسا إلى حدود قاعدة الجفرة العسكرية في غرب ليبيا. وتسعى الجزائر لأن تصبح قاعدة الجفرة العسكرية تحت إدارة قوات حكومة الوفاق الوطني، وقد أبلغت باريس برفض تقدم قوات أخرى تدعمها فرنسا إلى حدود المنطقة، لذلك استعجلت وزارة الداخلية الجزائرية الاتفاق مع نظيرتها الليبية بحكومة الوفاق خلال زيارة السراج إلى الجزائر على إعادة تفعيل لجان الحدود. وخلال أشهر قليلة زار رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الناحية العسكرية الرابعة بورقلة القريبة من الحدود الليبية أربع مرات، وأشرف قبل أسبوعين على تدشين العديد من المرافق الإدارية على غرار ثكنة جديدة تضم وحدة من وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم.
مشاركة :