إيطاليا تسعى لفتح قنوات تواصل بين حفتر والمجلس الرئاسي الليبي تراوح الأزمة السياسية الليبية مكانها منذ توقيع الاتفاق السياسي منتصف ديسمبر العام الماضي حيث لم يتمكن الفرقاء الليبيون من التوصل إلى صيغة توافقية تنهي حالة الانقسام العاصفة بالبلاد منذ أكثر من سنتين الأمر الذي بات يمثل قلقا لدول الجوار وأوروبا وفي مقدمتها إيطاليا التي كشفت عن محاولات رامية لرأب الصدع بين الأشقاء الخصوم. العرب [نُشرفي2016/10/29، العدد: 10439، ص(4)] هل يتكرر اللقاء روما – قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إن بلاده “تسعى إلى إحلال الوحدة في ليبيا عن طريق إقامة اتصالات بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، فايز السراج، والمشير خليفة حفتر في طبرق”. وفي مداخلته بجامعة (لويس) بروما مساء الخميس، في إطار سلسلة الاجتماعات مع الوزراء التي تنظمها الجامعة، أضاف الوزير جينتيلوني أن “لإيطاليا دورا ومصلحة في هذه القضية”، لأن “معظم المهاجرين الذين يصلون إلى بلادنا، يصلون عبر ليبيا”. وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج قد صرح مطلع الأسبوع الجاري بأنه “مستعد للقاء المشير خليفة حفتر، وأي شخصية سياسية أو عسكرية لحل الأزمة الليبية”. وتحولت ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي إلى دولة هشة جراء الصراع المسلح على السلطة الأمر الذي خلق بيئة مناسبة لاحتضان التنظيمات الإرهابية ولظهور شبكات تعمل في مجال تهريب السلع والاتجار بالبشر. وتعتبر الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من السواحل الليبية في اتجاه روما، مشكلة تؤرق السلطات الإيطالية بشكل مباشر وتهدد أمنها واستقرارها، إلا أن مراقبين يرون أن سعي إيطاليا إلى التدخل كوسيط بين طرفي الصراع في ليبيا يهدف بالأساس إلى تدارك غيابها وتعزيز موقفها الضعيف في هذه البلاد التي ترتبط بها تاريخيا باعتبارها كانت من أبرز مستعمراتها في شمال أفريقيا خلال القرن الماضي. واتسم الموقف الإيطالي بالارتباك منذ توقيع الاتفاق السياسي فتارة تبدو داعمة للقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر وتطالب بإيجاد صيغة تدمجه في الاتفاق السياسي وتارة أخرى تدعم المجلس الرئاسي وحكومته. ومع تقدم قوات عملية البنيان المرصوص الموالية للمجلس الرئاسي في تحرير مدينة سرت، أعلنت إيطاليا عن عزمها فتح سفارتها في طرابلس ودعم المجلس في تشكيل الحرس الرئاسي، إضافة إلى إنشاء مستشفى في مدينة مصراتة لمعالجة جرحى عملية البنيان المرصوص. ويرى مراقبون أن موقف إيطاليا المتردد تجاه ما يحدث في ليبيا ألقى بها خارج لعبة الصراع حيث تقلص نفوذها بشكل واضح مقارنة بالنفوذ البريطاني والأميركي غربا والنفوذ الفرنسي شرقا وجنوبا. وبما أن المشهد في ليبيا مازال غير واضح حتى الآن يبدو أن إيطاليا قد وجدت في لعب دور الوساطة الحل الأمثل للإبقاء على علاقة طيبة مع جميع أطراف الأزمة في ليبيا. وفي حين تتمسك البعض من الدول وفي مقدمتها أميركا بدعم المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاقية الصخيرات، تشي التحركات الأخيرة لأطراف محسوبة عن سلطات الشرق بوجود تغير مرتقب يستجيب لمطالبهم المتمثلة أساسا في تغيير المجلس الرئاسي والعودة إلى المسودة الرابعة غير المدلة. والسبت الماضي أعلن سفير ليبيا لدى دولة الإمارات العارف النايض استقالته من منصبه بعد خمس سنوات من توليه المنصب دون أن يذكر الأسباب التي دفعته إلى تقديم استقالته. وحركت هذه الاستقالة مياها راكدة في ما يتعلق بطموحات الرجل السياسية وربط الكثيرون هذه الخطوة باستعداده لتولي منصب جديد. وبعد يومين من إعلان استقالته زار النايض الأردن والتقى بالملك الأردني عبدالله الثاني المقرب من مجلس النواب والقيادة العامة للجيش الليبي. وتساءل متابعون عن سر هذه الزيارة خاصة وأنه لم يعد يحمل أي صفة رسمية في الدولة الليبية. وقال مراقبون إن لقاءه بالعاهل الأردني يأتي مواصلة لسلسلة من اللقاءات التي كان قد أجراها خلال الشهرين الماضيين. ويتوقع متابعون أن يتولى رئاسة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق خاصة في ظل تمسك مجلس النواب بضرورة تغيير المجلس الرئاسي والعودة إلى المسودة الرابعة ورئيس ونائبين. وقال عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في تصريحات لموقع “بوابة الوسط” إن المجلس الرئاسي الحالي برئاسة فايز السراج استنفد فرصته في تشكيل حكومة جديدة بعد أن تم رفض تشكيلتين سابقتين له وذلك بحسب القانون رقم أربعة المتعلق باللائحة الداخلية للبرلمان. وكانت صحف محلية وعربية قد نقلت الشهر الماضي عن مصدر دبلوماسي ليبي رفيع المستوى، أن هناك توافقا ليبيا على شخصية العارف النايض داخل الغرف المغلقة، كاسم له حضور كبير بين الفرقاء الليبيين، للم الشمل. وتردد في الفترة التي سبقت الإعلان عن تركيبة المجلس الرئاسي الحالي وتحديدا في شهر أكتوبر الماضي اسم النايض كرئيس للمجلس وحكومة الوفاق إلا أن الاختيار رسا على اسم فايز السراج فيما بعد. :: اقرأ أيضاً هجوم وشيك على تلعفر لتأمين طريق إيران إلى سوريا تفاؤل سوري: تحييد السعودية دون التحالف مع مصر قمة فلسطينية في الدوحة لمواجهة دحلان المعارضة السورية تطلق ملحمة حلب الكبرى
مشاركة :