ميركل أدفأت إسرائيل ونواب الأردن يصرخون والمعارك العربية مستمرة | شريف قنديل

  • 3/4/2014
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

معَ انشغالِ الأنظمةِ والجيوشِ العربيةِ المواجهةِ لإسرائيل علَى الأقلّ من الناحيةِ الحدوديةِ، وقعَ حدثَانِ مهمَّانِ لمْ يأخذَا حقّهمَا من الاهتمامِ!. الأوّلُ زيارةُ المستشارةِ الألمانيةِ إنجيلا ميركل لإسرائيل، وإعلانهَا تأييدَ إقامةِ دولةٍ يهوديةٍ. والآخرُ تصويتُ مجلسِ النوابِ الأردنيّ على طردِ السفيرِ الإسرائيليِّ؛ بسببِ مناقشةِ الكنيستِ موضوعَ نقلِ السيادةِ علَى المسجدِ الأقصَى!. في الحدثِ، أو الحادثِ الأوّلِ، ورغمَ محاولاتِهَا المستميتةِ للظهورِ بمظهرِ "المحايدِ" قالتْ ميركل -وهِي تتوشّحُ وسامَ رئيسِ دولةِ إٍسرائيل في القدسِ المحتلةِ- إنَّهَا تدعمُ إقامةَ دولةٍ يهوديةٍ! صحيحٌ أنّهَا شدّدتْ علَى رفضِ الاستيطانِ، وعلى ضرورةِ الأخذِ بحلِّ الدولتَينِ، لكنَّهَا سرعانَ مَا انتقلتْ إلى ضرورةِ اعترافِ الفلسطينيينَ والعربِ بيهوديةِ دولةِ إسرائيل!. ومن الواضحِ أنَّ هدايا ألمانيا لإسرائيل لنْ تتوقفَ علَى الأصعدةِ: السياسيةِ، والاقتصاديةِ، والعسكريةِ قبل أن "ترتاحَ إسرائيلُ من آلامِهَا الفظيعةِ"!. لاحظْ معي هنَا أنَّ ألمانيا هِي الشريكُ الأساسُ الثانِي لإسرائيل في مجالِ الاقتصادِ والسلاحِ بعدَ أمريكَا، ويقينًا لو أنّهَا تستطيعُ لسيطرتْ على قلبِ إسرائيل قبلَ أنْ تحوزَهُ واشنطن!. لقدْ جاءتْ هديةُ، أو نقمةُ، أو نعمةُ "الهولوكوست" لتمنحَ إسرائيل قلبَ وعقلَ ومالَ ألمانيا منذُ عام 1952 تحديدًا، حيث القرارُ الألمانيّ غيرُ المكتوبِ بدعمِ إسرائيل لعلاجِ "آلامِهَا الفظيعةِ" ووصولًا لعامِ 1965 حيثُ حطَّ أوّلُ سفيرٍ ألمانيٍّ في تل أبيب معلنًا أنَّ بلادَهُ تحملُ مسؤوليةً خاصةً تجاهَ أمنِ إسرائيل!. قريبٌ من ذلكَ تلخّصُ المؤرّخةُ الألمانيةُ الإسرائيليةُ تامار أمار الموقفَ الألمانيَّ من الدولةِ العبريةِ بقولِهَا إنَّ إنشاءَ دولةٍ قوميةٍ لإسرائيل يمكنُ أنْ يؤدّي إلى تخفيفِ "عقدةِ الذنبِ الألمانيةِ"!. في ضوءِ ذلكَ جاءتْ ميركل، وغادرتْ متوشّحةً بوسامِ شيمون بيريز، بعدَ أنْ منحتهُ ومنحتْ دولتهُ كثيرًا من الدفءِ.. وعلَى بُعدِ خطواتٍ كانَ اللاجئونَ الفلسطينيونَ يموتُونَ من البردِ! ومَا أكثر اللاجئينَ العرب هذِه الأيام.. فقدْ باتَ لدينَا لاجئونَ سوريونَ، ولاجئونَ عراقيونَ، ولاجئونَ سودانيونَ، ولاجئونَ صوماليونَ، ولاجئونَ ليبيونَ، وجثثٌ مصريةٌ تعودُ كلَّ حينٍ من سيناءَ تارةً، ومن بنغازي تارةً أخْرَى.. فإنْ سألتَ عن الموقفِ العربيِّ ستجدهُ منشغلاً بمتابعةِ حربِ "داعش" في سوريا والعراق، وحربِ "الإرهابِ" في سيناءَ! وحربِ تاغوراء في ليبيا.. ومَا أكثر الحروبِ العربيةِ المصطنعةِ والمصنوعةِ هذِه الأيام.. ومَا أكثر المهامّ العربيةِ المصطنعةِ والمصنوعةِ هذِه الأيام.. ومَا أكثر الوجوهِ العربيةِ المصبوغةِ بالألمِ والنّكدِ والحسرةِ هذِه الأيام!. في التوقيتِ نفسهِ تقريبًا كانَ القرارُ الإسرائيليُّ بمناقشةِ ترتيباتِ نقلِ الإشرافِ على المسجدِ الأقصَى للسيادةِ الإسرائيليةِ.. إنّه قمّةُ التحدّي الذِي تخوضُهُ "الدولةُ اليهوديةُ" القادمةُ، وهِي تركلُ بأقدامِهَا كلَّ المواثيقِ، وكلَّ المعاهداتِ والاتفاقياتِ.. فلمَّا صوَّتَ النوّابُ الأردنيُّونَ بالرفضِ، وبطردِ السفيرِ الإسرائيليِّ لمْ يسمعْ صوتَهم أو تصويتَهم كثيرٌ من العربِ المشغولِينَ والمنشغلِينَ بالحروبِ الداخليةِ، وبالفتنِ الداخليةِ، وبالصراعاتِ الداخليةِ. بموازاةِ ذلكَ، وفيمَا كانَ نوّابُ الأردنِ يشعرُونَ بالبردِ نسمعُ بينَ الحينِ والآخر مذياعًا يبشّرُ بسقوطِ مدينةٍ سوريةٍ، وقناةً تعلنُ تحريرَ مدينةٍ عراقيةٍ، أو ليبيةٍ، ومذيعةً مصريةً تفاخرُ بأنَّ العدوَّ الحقيقيَّ لمصرَ لمْ يعدْ إسرائيل، يدعمُهَا في ذلكَ سياسيٌّ "عتويلٌ". يصرخُ الأقصَى من جديدٍ، فلا يتردّدُ صداهُ مثلمَا كانَ الوضعُ في السابقِ في معظمِ المساجدِ العربيةِ، فقدْ أصبحَ الفلسطينيُّونَ أنفسهم أعداءً بالنسبةِ لفريقٍ من العربِ، وعملاءَ وخونةً بالنسبةِ لفريقٍ آخرَ، ومنسيينَ منفيينَ بالنسبةِ لفريقٍ ثالثٍ... وهكذا!!. هذَا عن بعضِ العربِ الذينَ تخلّوا أو في طريقهِم للتخلّي عن القضيةِ العربيةِ المركزيةِ مثلمَا كانتْ تُسمّى قديمًا.. أمّا عن الغربِ فهُو منشغلٌ بمصالحِهِ وبطموحاتِهِ ومستقبلِهِ. ولأنَّ ذلكَ كذلكَ، فلا تندهش كثيرًا من تخلّي البعضِ عن القضيةِ السوريةِ، ومن متاجرةِ البعضِ بالقضيةِ العراقيةِ، ومن سمسرةِ البعضِ في القضيةِ المصريةِ، ومن مضاربةِ البعضِ بالقضيةِ الليبيةِ، ومن مزايدةِ البعضِ بالقضيةِ اليمنيةِ؟! ولِمَ لاَ؟! ألمْ يتاجرْ بعضُ السوريينَ، والعراقيينَ، والمصريينَ، والليبيينَ، واليمنيينَ بقضايَا، بلْ بمستقبلِ بلدانِهم؟! فإنْ قلتَ فلسطين! قالُوا: "أتركُونَا بحالِنَا".. وإنْ قلتَ المسجد الأقصَى قالُوا: "حلْ عنّا"!!. فاصلة: كنتُ أنتهِي من كتابةِ المقالِ عندمَا بثّتْ وكالاتُ الأنباءِ خبرَ وصولِ المناضلةِ الجزائريةِ جميلة بوحريد بعدَ غدٍ إلى غزّة علَى رأسِ وفدٍ نسويٍّ للتضامنِ مع الفلسطينيينَ ضدَّ الحصارِ. سألتُ عن خطِّ سيرِ الوفدِ؟ فقيلَ إنَّهُ سيصلُ عبرَ معبرِ رفح الحدوديِّ مع مصرَ.. فقلتُ: ربّنَا يسترْ!! sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :