ماذا لو نجح ترامب في الانتخابات الأميركية؟ - مقالات

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح باراك أوباما رئيساً وهو مصمم على أن يتفادى سياسات سلفه جورج بوش الابن. وجاء إلى الرئاسة ليجد أمامه مشكلة إيران النووية، والعراق، والشرق الأوسط. وعمل ما بوسعه حتى توصل إلى حل مع إيران بالنسبة إلى نشاطها النووي. أما العراق فكان معارضاً للحرب فيه منذ البداية. وتبنّى سياسة قيام دولتين: إسرائيل وفلسطين، لكنه لم يحقق تقدماً. وقد يسجل له أنه نجح داخلياً في تخفيف عبء المصروفات الحربية وإنعاش الاقتصاد الأميركي وتقليل نسبة البطالة. وها نحن على أعتاب انتخاب رئيس غير أوباما، حسب الدستور الأميركي، ويتنافس على منصب الرئاسة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. وإذا ما نجحت كلينتون فستواصل سياسات أوباما. أما ترامب فله، كما نعتقد، أجندة أخرى. وليست أمامه مشكلات رئيسية في الخارج، كما حدث في عهد ترومان و«مشروع مارشال»، ولا فيتنام التي أرهقت كاهل الرئيس الاسبق جونسون، ولا وجود لـ «حرب باردة» تصدى فيها ايزنهاور لوقف المد الشيوعي. لذا فإن جهوده ستنصب على السياسات الداخلية، ولا نستبعد أن يقوم بحملة ضد الفساد ويفضح فيها من يتقاضى أموالاً أميركية من خارج أميركا لعملاء لها، وبهذا تنهار أسماء وجهات إذا ما حدث ذلك. وسيلتفت ترامب كذلك الى تقوية الاقتصاد ويكثف من نشاط الخدمات التعليمية والصحية ويزيد من نشاط البحوث التنموية والتعليمية. أما في الخارج فلن تكون أمامه مشكلات مع دول أخرى غير ما يحدث في سورية ومقاومة «داعش» وكل أنشطة الإرهاب في العالم. وأعتقد انه سيسلك طريق الصداقة مع دول العالم بغية تثبيت مركز أميركا العالمي في السياسة وانتشار تجارتها الخارجية. ولا نرى في الأفق أي حروب تخوضها أميركا مباشرة أو غير مباشرة وهذا ما سيوفر لشعبها المال الكثير. هناك مشكلة الشرق الأوسط أو قل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي القائم منذ العام 1948، ولترامب رأي واضح، فهو يدعم إسرائيل ويضمن أمنها شأنه في ذلك شأن كل رؤساء أميركا منذ العام 1948. ويبدو أن أوباما قطع الطريق على ترامب بالنسبة لإسرائيل عندما أعلن عن 38 مليار دولار مساعدة عسكرية لها، في أكبر صفقة مساعدات عسكرية منذ نشأتها. لكن ترامب قد يأتينا بسياسات جديدة يضغط فيها ولو سراً على إسرائيل بتحقيق ما ينشده الفلسطينيون. وإذا ما حدث ذلك فتلك المفاجأة في حكم ترامب إذا ما نجح وليس منع المسلمين من دخول أميركا! إذا ما نجح ترامب وحقق نتائج إيجابية لمصلحة الفلسطينيين، فسيتحقق مزيدا من القوة في علاقات أميركا مع الوطن العربي ومع العالم الإسلامي، وإذا ما حدث ذلك، فإن صورة أميركا في نظر الشعوب العربية ستتغير ولن تعود صورة الماضي المؤلم وستظهر الديموقراطية الأميركية ومراعاة حقوق الإنسان... وإنا لمنتظرون.

مشاركة :