المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها منذ يومين بعض عناصر الجيش التركي بدعم من التركي فتح الله غولن، زعيم ما يسمى بـ «الكيان الموازي» ومؤسس حركة الخدمة التركية، ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، كشفت لنا عن مخطط واضح وجلي يحاك لتركيا من الخارج لإسقاط نظامه بسبب مواقفه المعلنة والداعمة لإسقاط نظام بشار الأسد وتحركات إيران والسياسة الروسية الخبيثة في المنطقة! لكن التفاف الشعب حول قيادته حال دون ذلك، بل كانت لدعوة أردوغان السريعة إلى شعبه فور الانقلاب، للخروج إلى الساحات، أبرز أسباب استعادة السيطرة على البلاد - بعد توفيق الله - ولا سيما أن تلك الدعوة جاءت بعد ما أعلن الانقلابيون حظر التجول، فما كان من الشعب التركي إلا أن كسر الحظر واستجاب لنداء الرئيس فتوقفت دبابات الجيش عن التقدم! لكن دعونا نتساءل الآن، وهذا الأهم: ماذا لو نجح هذا الانقلاب وسقط نظام أردوغان... كيف ستكون النتائج المترتبة على هذا الانقلاب؟ لا شك، أن دول الخليج العربي ستكون أكبر خاسر إقليمي في ذلك، ولا سيما الشقيقة السعودية التي كانت ستفقد أبرز حليف لها ضد تمدد المشروع الإيراني في المنطقة، وبالتالي سيتغير ميزان القوى السياسية ولا سيما على الجبهتين اليمنية والسورية! نحمد الله أنها انتهت على خير وعاد الحق إلى أصحابه، وتوقف المطبلون عبر قنواتهم الفضائية عن قرع طبول الفرح بعد الإعلان عن نبأ الانقلاب، فخابوا وخاب مسعاهم! على الطاير: - بقي أن نذكر أن الانقلابي الذي أدار العملية غولن واتهمه أردوغان بذلك، «عملها» وهو في الولايات المتحدة وعندما فشلت، استنكرها! لنبحث عن واشنطن ودورها الخفي في دعم الانقلاب، وهي التي صمتت عن إبداء موقفها من الحدث حتى فشل ليعلن بعدها الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعمه لحكومة أردوغان! إنها سياسة غامضة قذرة لا توجد فيها معايير واضحة للقياس أو ثوابت نستدل بها أو حسابات نستند عليها! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم! email:bomubarak1963@gmail.com twitter: bomubarak1963
مشاركة :