تركيا والمملكة: فرسا رهان على الخير | سالم بن أحمد سحاب

  • 10/6/2016
  • 00:00
  • 38
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن وصف رحلة سمو ولي العهد الأخيرة (التي بدأها بالولايات المتحدة، وهيئة الأمم، وانتهت بتركيا الشقيقة) إلاَّ بأنَّها ناجحة جدًّا. في المحطة الأولى أوضح سمو الأمير مواقف المملكة المناهضة للإرهاب، على مدى تاريخها الطويل، كما بيَّن حجم المساعدات التي قدَّمتها المملكة للمجتمعات المحتاجة، والتي تجاوزت ١٠٠ مليار دولار بتقديرات اليوم. أمَّا في المحطة الأخيرة، فكانت وقفة في تركيا الشقيقة، للالتقاء بالرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم. ولعلَّ من أبرز الحقائق التي أشار إليها سمو ولي العهد، هي أنَّ المملكة، وتركيا مستهدفتان، وأن المطلوب تحصين (أنفسنا) قدر المستطاع، في هذه الفترة تحديدًا، بل ولسنواتٍ مقبلة. لا بدَّ من وضع هذه الحقيقة في إطارها الصحيح، وأن تُعطى أولوية كبيرة، فالقضية ليست عابرة، ولا مؤقتة، ولا هيِّنة. وعندما يُصرِّح سمو ولي العهد -حفظه الله- بأنَّ المملكة وتركيا مستهدفتان، فهو يعني حتمًا كلَّ كلمة، ومؤشرات هذه الحقيقة، ومقدِّماتها، وسوابقها كافية وشاهدة، وفيها برهان مبين. والزيارة طبعًا لا تعني مجرد الحديث عن التهديد القائم، والوقوف على أطلاله، وإنَّما مواجهته، والاستعداد له بكلِّ وسيلة متاحة، وخير الوسائل، وأوّلها، وأقواها العمل المشترك المبني على مصلحة مشتركة، تنطلق من شعور متناسق منسجم مع حجم المخاطر، وهي مخاطر حقيقيَّة عميقة، فتركيا بالكاد أفاقت من هول المحاولة الانقلابيَّة الفاشلة، التي خطط لها الغرب الماكر، وبمساعدة غيره من غادرٍ، وأبلهٍ، وفاجرٍ. وبلادنا الغالية لا زالت تدرس آثار قانون (جاستا) المتوقَّعة، أو المحتملة. والغرب يريد الانفراد بكلِّ دولةٍ سنيَّة على حدة؛ ليخلو له الجو، ولا يُعكَّر له صفو، لقدْ كشَّر الأعداء عن أنيابهم، فلم تعد الوحدة في المصالح، وأوجه التعاون على البر خيارات، أو رفاهيَّات، بل هي من أُسس بقاء الدول المتشابهة في المصالح والمواقع، والتي تُواجه متشابهات من المخاطر والعوارض. لقد تضمَّنت رحلة سمو ولي العهد توقيع مذكرات تفاهم في مجالاتٍ شتَّى، يُؤمَّل أن تنعكس إيجابيًّا على البلدين، وأن تتضمَّن في المستقبل القريب مجالاتٍ وأبعادًا أخرى مهمَّة وضروريَّة لاستقرار البلدين ورخائهما. إنَّها زيارة خيرٍ يُؤمَّل أنْ تتراجعَ معها أصواتُ البغي، وأبواق الشرِّ. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :