كان الناس يظنونها عقدة مستعصية على الحل! كيف يمكن انتقال ولاية الأمر الكبرى من جيل أبناء الملك المؤسس -يرحمه الله- إلى جيل أحفاد المؤسس؟ ما هي الآلية المتوقعة في ظل التراتبية التي كان للسن فيها دور كبير ومؤثر؟ لكن الواقع أثبت أن لكل عقدة حلاّلاً، وأن عقدة مستعصية بهذا الحجم لا يحلها إلاَّ رجل عالي القدر، عظيم الهمّة، واضح الهدف، واثق الخطوة. إنه سلمان بن عبدالعزيز الذي ساقته الأقدار ليكون فعلاً السياسي المحنّك، والقائد الكبير الذي يستطيع خلال 3 شهور فقط من إعادة رسم الخارطة السعودية، بل الخارطة العربية؛ لتكون واضحة على الشاشة الدولية والإقليمية وضوح الشمس في رابعة نهار مشرق جميل. في نظر سلمان بن عبدالعزيز لا ينبغي لغير الكفاءة أن تكون معيارًا لحل العقدة المستعصية، ولذا وقع الاختيار على سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ليكون أول ولي للعهد من جيل أحفاد المؤسس، وليكون على موعد مع ارتقاء العرش بعد عمر طويل، وصحة وافرة للملك القائد سلمان بن عبدالعزيز. وبعد محمد بن نايف سيحمل الراية محمد بن سلمان ابن العم المؤهل الكفؤ، لترسم العائلة المالكة خريطة استقرار جديدة لتراتبية مستحدثة قوامها الكفاءة والملاءمة والجدارة. إنّها سنّة حسنة، وسياسة موفقة، وخارطة طريق واضحة لمستقبل دولة هي في الصميم اليوم، وفي الصميم غدًا من الحدث العالمي اليومي؛ لأنها في الصميم من أهم منطقة في العالم، ليس لكونها منطقة مضطربة، ولا لكونها المصدر الأهم والأساس للطاقة في العالم فحسب، ولكن لأنها كذلك قبلة الدين الحق الذي هو الأوسع انتشارًا وثباتًا وأتباعه أكثر التزامًا بمبادئه وممارسة لشعائره. هنيئًا للوطن بمحمد بن نايف وليًّا للعهد، وبمحمد بن سلمان وليًّا لولي العهد. وهما وجهان يمتلكان سيرتين ذاتيتين ناصعتين، قوامهما الكفاءة، ودليلهما الإنجاز، ثم الإنجاز، ثم الإنجاز، ويستحيل أن توفي هذه المساحة المحدودة قوائم الإنجاز الطويلة للشابين الكريمين الجادّين. وأجزم أن الأميرين في غنى عن تذكيرهما بعظم المسؤوليات الجديدة، وبثقل الأمانات الكبيرة، فإنهما لم يردا على المنصبين الكبيرين إلاّ لكونهما أعلم من غيرهما بما ينتظرهما! salem_sahab@hotmail.com