موسكو لواشنطن: ضرب القوات السورية تهديد لجنودنا - خارجيات

  • 10/7/2016
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - يتعاظم الدور الروسي، مع انكفاء الإدارة الاميركية عن التدخّل العسكري في سورية، فقد باتت موسكو تدير الأزمة من موقع قوي، يستند إلى وجود عسكري يتعاظم شيئاً فشيئاً، ويمنح الكرملين قوة فرض الحلول السياسية. وفي هذا السياق، أطلقت وزارة الدفاع الروسية أمس، تهديداً تحذّر فيه واشنطن من استهداف قوات النظام السوري، موضحة أن «أي ضربات على أراض تسيطر عليها القوات السورية، تهدد الجنود الروس» وأن «على أميركا أن تدرس جيدا عواقب شن ضربات على القوات السورية». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال، إيغور كوناشينكوف، أن أي ضربات صاروخية أو جوية تستهدف مواقع سيطرة القوات الحكومية السورية، تمثّل خطرا مباشرا على العسكريين الروس، مضيفاً: «بعد استهداف القوات السورية في دير الزور في 17 سبتمبر الماضي، اتخذنا التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الأخطاء ضد العسكريين الروس». وتابع: «يجب على واشنطن ان تفهم أن الدفاعات الجوية الروسية لن يكون لديها وقت لمعرفة البرنامج المحدد للصواريخ ومن هو مُطلقها»، مبيناً ان «المساحة التي تستطيع أنظمة الدفاع الجوي الروسية الموجودة في سورية، إس 300 وإس400، تغطيتها، تشمل القاعدتين الروسيتين في حميميم وفي طرطوس، وقد تكون مفاجأة لأي جسم مجهول الهوية». وسبق ذلك التهديد، إعلان موسكو إرسال ثالث سفينة صاروخية إلى الساحل السوري في المتوسط، عقب إرسالها سفينتي «سيربوخوف» و«زيليوني دول» المزوَّدتين بصواريخ مجنّحة، من نوع «كاليبر». وأفاد الناطق باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود، نيكولاي فوسكريسينسكي، بإبحار «السفينة الصاروخية ميراج، التابعة لأسطول البحر الأسود، من قاعدة سيفاستوبل في القرم، متجهة إلى سواحل سورية»، مبيناً انها «خلاف السفينتين الأخريين، مزودة بصواريخ ملاخيت المضادة للسفن». من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان «منظومتي اس-300 واس-400 في سورية دفاعيتان تماما ولا تهددان أحدا»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن «الجانب الأميركي وحلفاؤه لا يمكنهم ضمان التفرقة بين المعارضة السورية المعتدلة والإرهابيين في هذه المرحلة»، موضحاً ان بلاده، «مستعدة للعمل» على مشروع القرار الفرنسي بخصوص سورية. وخلال مؤتمر صحافي في موسكو، مع وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، ذكر لافروف أن الرئيس، فلاديمير بوتين، سيلتقي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال زيارته فرنسا في 19 الجاري، و»سيبحثان المسائل الدولية، بما فيها سورية واوكرانيا». الوزير الفرنسي قال بدوره إنه «لا شيء يمكن ان يبرر حمم النار والقتلى» في حلب، معتبرا ان روسيا الحليف الرئيس للنظام السوري «ولا يجب ان تتساهل مع هذا الوضع». في الأثناء، قال مبعوث الرئاسة الروسية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إن بلاده تدعم فكرة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مرافقة مقاتلي جبهة «فتح الشام» (النصرة سابقاً) خارج حلب، مضيفاً: «كان يجب أن يحدث منذ أمد بعيد» في إشارة إلى اقتراح دي ميستورا. وكان دي مستورا، وجه نداء الى مقاتلي «فتح الشام» في شرق حلب، بضرورة مغادرة المدينة بأسلحتهم وعتادهم، الى اية جهة يختارونها، موضحاً انه سيرافقهم بنفسه لضمان سلامتهم. وفي مؤتمر صحافي في الامم المتحدة، قال: «عدد هؤلاء المقاتلين يصل الى 900، اي اقل من التقديرات المعلنة سابقا، ومن ثم فمن غير المنطقي ان تتم إبادة حلب من اجلهم»، مضيفاً أن «عناصر جبهة النصرة يحتجزون اكثر من 270 ألف نسمة من سكان شرقي حلب كرهائن، وعدم موافقة روسيا والنظام السوري على مقترح إجلائهم سيضعهما امام التاريخ، ليحكم عليهما في تلك اللحظات الفارقة، التي يمكن خلالها انقاذ المنطقة من الدمار، بذريعة القضاء على 900 مقاتل». وتابع: «من ينبغي ان نقلق في شأنه هو الشعب السوري، والمقيمون في شرق حلب، البالغ عددهم 270 ألف شخص، بينهم مئة ألف طفل، يتعرضون للقصف والتدمير بالبراميل المتفجرة وقنابل الهاون والاسلحة المحرمة دوليا». وقال دي ميستورا: «خلال شهرين أو شهرين ونصف الشهر، كحد اقصى، قد يلحق الدمار التام بالاحياء الشرقية لحلب، اذا استمر الهجوم العنيف الذي تنفذه قوات النظام السوري بدعم من مجموعات مسلحة موالية لها والطيران الروسي». في غضون ذلك، تعهد الرئيس بشار الأسد باستعادة السيطرة على كامل سورية بما في ذلك حلب، لكنه أضاف أنه يفضل القيام بذلك من خلال اتفاقات محلية وإصدار عفو يسمح لمقاتلي المعارضة بالمغادرة إلى مناطق أخرى. وقال الأسد وفقا لنص مقابلة مع محطة «تي في 2» الدنماركية، إنه لا توجد معارضة معتدلة وإن الولايات المتحدة تستخدم «جبهة النصرة» كورقة في الحرب السورية. ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات الحكومة السورية انتزعت السيطرة على نصف حي بستان الباشا الرئيس، من قبضة المعارضة في حلب، في تقدم جديد لها. وحذرت قوات النظام السوري مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من البقاء في شرق حلب، موضحة ان أي شخص سيظل ولا يغتنم الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة سيلقى «مصيره المحتوم». وجاء في بيان لها أن «الجيش قطع جميع خطوط الإمداد عن المسلحين في شمال المدينة، ولديه معلومات دقيقة عن أماكن مقارهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لحلب». وفي إدلب، قتل 30 من مقاتلي «فيلق الشام» في معبر أطمة، الحدودي مع لواء إسكندرون التركي، بتفجير تبنّاه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وعبر بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد التنظيم: «هجوم استشهادي بسيارة مفخّخة يضرب رتلاً لفصائل المعارضة في معبر أطمة في ريف إدلب». وذكر «المرصد» أن «التفجير ناجم عن تفجير شخص لنفسه بحزام ناسف عند المعبر، لدى تجمّع لتبديل المناوبات بين مقاتلي الجيش الحر العاملين في ريف حلب الشمالي الشرقي». ويتبع «فيلق الشام» لـ «الجيش السوري الحر» المدعوم تركياً ضمن عملية «درع الفرات» التي تدعمها أنقرة، لتطهير المناطق الحدودية من أي وجود للتنظيم والقوات الكردية. وأفادت مصادر في المعارضة بأن «المسؤول في حركة أحرار الشام هشام خليفة، ورئيس مجلس القضاء الأعلى في حلب، خالد السيد، والنائب العام لمجلس القضاء الأعلى في حلب، حمد الفرج، قتلوا في التفجير».

مشاركة :