البورصة.. تفاعل بطيء مع المحفزات

  • 10/7/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق - طوخي دوام: لم تستجب بورصة قطر للمحفزات الموجودة في الاقتصاد القطري، ولم تتفاعل بالشكل المطلوب مع بدء التداول بالهامش، لتنهي آخر جلسات الأسبوع على انخفاض طفيف مصحوب بتراجع واضح في قيم وأحجام التداول. وأكد اقتصاديون ومستثمرون أن بورصة قطر بحاجة إلى محفزات وأدوات استثمارية جديدة لتنشيط التداولات، وزيادة شهية الاستثمار داخل السوق المالي في ظل التنافس الواضح بين أسواق المنطقة لجذب الاستثمارات الأجنبية. وقالوا: إنّ بورصة قطر دخلت مرحلة جديدة من التطور من خلال تقديمها لخدمة التداول بالهامش، إلا أنهم أكدوا أن هذه الخدمة الجديدة وحدها لا تكفي لتعزيز السيولة بالسوق، مشيرين إلى أنه لكي يكون لعمليات التداول بالهامش تأثير على مجريات التداول لابد أن يرافقها تقديم حزمة من الخدمات الأخرى كي تنسجم مع بعضها لتقديم منظومة متكاملة من الخدمات التي تفيد المستثمرين والسوق، مثل أدوات التحوط والبيع على المكشوف وصناديق المؤشرات. وشدد الخبراء على أهمية إطلاق سلسلة من الخطوات الهادفة لضخ سيولة جديدة في شرايين بورصة قطر بهدف إنعاش التداولات بالسوق، وذلك من خلال زيادة ثقة المستثمرين عبر دخول بعض الأدوات الاستثمارية الجديدة كالمشتقات المالية، وكذلك زيادة الاستثمار المؤسسي الخاص، بالإضافة إلى طرح برامج على المستثمرين وصناديق الاستثمار التي تستثمر خارج السوق لإعادتها إلى سوق الأسهم المحلي، وأكد الخبراء أهمية وجود صانع سوق حقيقي يدعم السوق في الأوقات المطلوبة، وكذلك تحفيز المزيد من الشركات الخاصة على الإدراج في السوق. وعزا الخبراء انخفاض التداولات بالسوق إلى ضعف إقبال المحافظ المحلية والأجنبية على الدخول للبورصة، مشيرين إلى أن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة والعالم تلقي بظلالها على الأداء العام لمختلف أسواق العالم والمنطقة، ما يتطلب إيجاد آليات تكون كفيلة بكسر حالة الروتين وضخ أوعية جديدة بالبورصة، وأشاروا إلى أنه رغم الظروف التي تمر بها المنطقة، يظل الوضع الاقتصادي المتين في السوق المحلي ومعدلات النمو القوية التي يحققها الاقتصاد القطري، والأداء الجيد لأعمال أغلب الشركات المساهمة صمام أمان للسوق المحلي وعامل استقرار مهم . وقال الخبراء: على الرغم من الارتفاع النسبي للسيولة في الجلسات الأخيرة، فما زالت شريحة كبيرة من المتعاملين بالأسهم في بورصة الدوحة تميل إلى عدم الإمساك بزمام المبادرة وانتظار التحركات الجماعية والانقياد وراء تحركات كبار المستثمرين وهو العرف الذي أصبح يعتمده عدد كبير من المتعاملين في قطر. الفترة الحالية تتسم بضعف التداولات اليافعي: البورصة بحاجة إلى صانع السوق قال المستثمر أبوسلطان اليافعي إن السوق لم يتفاعل بالشكل المتوقع مع خدمة التداول بالهامش، كما أنه "يغرد خارج السرب" ولا يواكب التصريحات الإيجابية للمسؤولين بالدولة وكذلك المحفزات الموجودة ومنها الخدمة الجديدة التي بدأ تطبيقها أمس. وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك فإن السوق لا يزال بحاجة إلى أدوات ومنتجات جديدة تعمل على تنشيطها مثل صناديق المؤشرات وغيرها من المنتجات التي تكمل بعضها البعض والتي تتيح خيارات متعددة أمام المستثمرين وهو ما ينعكس بالإيجاب على حركة التداول. كما أكد أن السوق بحاجة إلى صانع سوق وأضاف: إن ضعف التداول خاصة في السوق يرجع إلى حالة الحذر من جانب المستثمرين التي انعكست على تصرفاتهم الاستثمارية، وفضل أغلبهم الانتظار خارج السوق حتى تتضح الرؤية أمامهم كاملة، مشيراً إلى أن نتائج الشركات ربما تحرك المياه الراكدة وتنعش عمليات التداول إذا ما جاءت هذه النتائج متوافقة مع توقعات المستثمرين وطموحاتهم. وأكد أنه يمكن إنعاش سوق الأسهم عن طريق دخول أدوات وأوعية استثمارية جديدة سواء من خلال إدراج شركات جديدة أو من خلال إدخال المنتجات الاستثمارية والمشتقات المالية الأخرى، بالإضافة إلى تفعيل إستراتيجية لتطوير أسواق المال الأولية، والإسراع في إنشاء سوق رأس المال بالإضافة إلى تشجيع تحول الشركات الصغيرة والعائلية إلى مساهمة عامة وهو ما يمكن أن يزيد من عمق السوق. وقال إن السيولة الحالية بالسوق متواضعة، وإن اللاعب الأجنبي هو المتحكم في حركة السيولة بالسوق حالياً، في وقت تندفع فيه المحافظ المحلية والأفراد خلف حركة الصناديق والمحافظ الاستثمارية الأجنبية. وأشار إلى أن الطابع المضاربي يغلب على السوق وذلك من قبل المؤسسات القطرية والأجنبية، حيث تعمل بعض الشركات للاستفادة من المحفزات الداخلية، بينما تسعى المحافظ الأجنبية إلى استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة. لرئيس التنفيذي للبورصة إطلاق ناجح للتداول بالهامش أعلنت بورصة قطر عن نجاح عمليات التداول بالهامش التي بدأت أمس، حيث استفاد عدد من المستثمرين من هذه الخدمة الجديدة التي تقدمها إحدى شركات الوساطة العاملة في السوق والتي حصلت مؤخراً على ترخيص من الجهة التنظيمية لممارسة هذا النشاط. وقد أعرب السيد راشد بن علي المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر عن ارتياحه لنجاح أولى عمليات التداول بالهامش في بورصة قطر ولتوسيع نطاق الخدمات التي تقدمها بورصة قطر للمستثمرين من خلال إضافة آلية التداول بالهامش إلى لائحة التسهيلات الاستثمارية المتاحة لهم. وقال إن الإطلاق الناجح يشكل بداية مشجعة وحافزاً لدى الوسطاء الآخرين للتقدم للحصول على رخصة التداول بالهامش من الجهة التنظيمية. السعيدي: مطلوب طرح حزمة من الأدوات الاستثمارية الجديدة قال المستثمر راشد السعيدي: إنّ خدمة التداول بالهامش التي تم إطلاقها أمس تُعد نقلة نوعية للبورصة وخطوة هامة في اتجاهها للعالمية، مشيراً إلى أن هذه الخدمة الجديدة سوف تسهم في جذب المزيد من المستثمرين وتشجيعهم على زيادة أحجام استثماراتهم في الأوراق المالية المدرجة ببورصة قطر، إلا أنها أيضاً تحمل بعضاً من المخاطر خاصة للمستثمرين الذين لا يجيدون التعامل مع هذه الخدمة الجديدة. وأضاف: السوق بحاجة إلى ضخ سيولة جديدة من خلال طرح حزمة من المحفزات والأدوات الاستثمارية التي تعيد الثقة مرة أخرى للمستثمرين، وأوضح أن البورصة تسعى إلى تنشيط تداولات السوق، في ظل انخفاضها الفترة الحالية، مشيراً إلى أن تراجع السيولة داخل البورصة يرجع إلى عدم وجود منتجات استثمارية جديدة، والتي من المؤكد أن وجودها سوف يعمل على زيادة القاعدة الاستثمارية لدى المستثمرين واتساع الفرص أمامهم. ونوّه إلى أن غياب السيولة النقدية الواضح بالسوق لا يعود إلى عدم توافرها أساساً، وإنما إلى احتجازها من قبل مالكيها الذين ما زالوا بحاجة إلى جرعات معنوية أكبر لإعادة ثقتهم بالبورصة وإزالة ذلك الحاجز النفسي الوهمي والخوف من الخسارة وتكرار ما تعرض له البعض نتيجة موجة الهبوط التي اجتاحت أسواق المال والبورصات في المنطقة في السنوات الماضية. طالب بزيادة عمليات التوعية حسين: الترقب يسيطر على المستثمرين قال السيد حسين خبير بالأسواق المالية إن البورصة بحاجة لحزمة من الأدوات المالية وأساليب التداول الجديدة التي من شأنها أن تعيد السوق لمستوياته السابقة وأن تجذب المزيد من المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب. وأضاف: أن هناك أدوات يمكن الإسراع في تطبيقها مثل البيع على المكشوف والمشتقات بيعاً وشراء ولا نكتفي فقط بالأدوات الموجودة حالياً، مشيراً إلى أن انضمام بورصة قطر إلى مؤشرات الأسواق العالمية يتطلب أن يكون السوق شاملاً في أدواته الاستثمارية. وشدد حسين على أهمية دخول شركات جديدة لتقديم هذه الخدمة وعدم اقتصارها على شركة واحدة حتى يستفيد منها عدد أكبر من المستثمرين، كما دعا إدارة البورصة، وكذلك الشركات المقدمة لخدمة التداول بالهامش إلى عقد ندوات تعريفية للمستثمرين لتعريفهم المزايا التي توفرها لهم هذه الخدمة الجديدة وتعريفهم بالمخاطر التي قد يتعرض لها المستثمرون حال عدم معرفتهم بجميع بنود التداول بالهامش. وأكد حسين أن البورصة تفتقد حالياً لمحفزات التداول نتيجة الترقب الحذر الذي يغلب على المتعاملين، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي الفترة الحالية يتمثل في إعادة الثقة والسيولة إلى السوق، وأفاد بأن البورصة تنتظر دخول سيولة تحول كفتها إلى الصعود.

مشاركة :