أهمية تقرير «ذي أونز ريفيو» أن كاتبه هو فيليب جيرالدي خبير مكافحة الإرهاب وضابط الاستخبارات السابق في السي آي إيه، وفي تطرقه إلى الدور الإسرائيلي في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية أشار جيرالدي في تقريره إلى أبعاد هذا الدور بالقول: إنه في العام 2001 قامت إسرائيل بإدارة شبكة تجسس واسعة النطاق ضد المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية أو المسافرين إليها، وحيث شملت الأنشطة الإسرائيلية في هذا المجال إنشاء عدد من الشركات في نيوجيرسي وفلوريدا وأيضًا في مدن الساحل الغربي، وأن تلك الشركات كانت مرتعًا لضباط الموساد، وقد تم دعم تلك الشبكات من قبل محطة الموساد في واشنطن العاصمة، وأضاف التقرير: إنه تم تجنيد العديد من المتطوعين اليهود الذين أطلق عليهم اسم «طلاب الفن» الذين كانوا يجوبون الولايات المتحدة لتسويق العديد من المنتجات في «السوبرماركات» و»المولات» فيما كان هدفهم الحقيقي الحصول على المعلومات لصالح الموساد. ويستطرد جيرالدي بأن الموقف العملي تجاه التجسس الإسرائيلي لم يلبث أن تحول بشكل دراماتيكي عندما شاهدت ربة منزل في 11 سبتمبر 2001 من نافذة منزلها في نيو جيرسي المطل على مبنى التجارة العالمي شيئًا غير اعتياديًا: لم يكن ذلك الشيء مشهد البرجان يحترقان وينهاران، وإنما أيضًا رأت ثلاثة شبان يجثون على ركبتهم فوق سقف سيارة نقل بيضاء اصطفت بالقرب من حافة المياه ويقومون بتصوير المشهد الكارثي فيما هم غارقون في الضحك، وقد دونت المرأة رقم لوحة السيارة وطلبت الشرطة التي سرعان ما وصلت إلى الموقع، وبدأت البحث عن السيارة وحيث شهد العديد من الشهود العيان إلى جانب المرأة. أوضحت لوحة السيارة أنها تخص شركة في نيوجيرسي يمتلكها شخص إسرائيلي يدعى دومنيك. ارتبط بالعديد من الشركات التي تقوم بالتجسس لصالح الموساد ضد العرب. اعتقل الشبان الخمسة الذين كانوا داخل السيارة واستمر استجوابهم على مدى شهرين. اتضح أن اثنين منهم من ضباط الموساد وثلاثة من المتطوعين الذين يقومون بمساعدتهم. تمكنت الكلاب البوليسية من شم رائحة متفجرات داخل السيارة، وقال السائق للشرطة: «نحن إسرائيليون.. نحن لا نشكل مشكلة لكم فمشكلاتنا ومشكلاتكم واحدة.. الفلسطينيون». ما حدث بعد ذلك أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش تدخل وتم الإفراج عن المتهمين الخمسة بعد 71 يومًا من الاعتقال ووضعوا في طائرة وغادروا إلى إسرائيل، وليست تلك إلا إحدى قصص تورط إسرائيل في هجمات 11 سبتمبر التي جعلت جيرالدي يتساءل: لماذا لا تقاضى إسرائيل عن دورها في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية؟.
مشاركة :