كغيره من النشاطات الأخرى حول العالم، يواجه قطاع التعدين في أفريقيا بعض المعاناة. وتتضمن العوامل التي تؤثر على القطاع، تقلبات الأسعار والارتفاع المتصاعد لتكاليف التشغيل والتراجع المستمر في طلب منتجات التعدين. لكن الوضع ليس سيئاً بكامله، حيث تلوح بعض الفرص، بفضل انتعاش قطاع الطاقة المتجددة على الصعيدين المحلي والعالمي. ومن شراء وتركيب نحو 6 جيجا واط من طاقة الرياح والشمسية والكتلة في جنوب أفريقيا، إلى إنشاء أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في أفريقيا في كينيا واستهداف المغرب لتوليد 52% من الكهرباء من الطاقة المتجددة بحلول 2030، يبدو أن القارة السمراء تسير نحو اللحاق بركب الدول الأخرى. وقال أندرو لابينج، مدير صندوق الأسهم الأفريقي في مؤسسة ألان جراي لإدارة الاستثمارات: «يتطلب إنتاج الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وتقنيات الطاقة الخضراء الأخرى، بجانب بطاريات تخزين الطاقة الكهروضوئية، سلسلة واسعة من أنواع المعادن والحديد. وتتوفر العديد من هذه المواد في أفريقيا، بما فيها النحاس». ويرى أن طلب النحاس الأفريقي على المدى الطويل، يبدو مبشراً، خاصة لزامبيا، التي تعتبر واحدة من بين أكبر دول العالم لإنتاج النحاس. وبينما كان الفحم يشكل السلعة الرئيسة لشركة بوشفيلد الجنوب أفريقية، بدأت تتحول نحو عنصر الفاناديوم. وبجانب استخدام الفاناديوم في تقوية الحديد، يستخدم العنصر بكثرة في تقنيات تخزين الطاقة والبطاريات. ويعتقد الكثير من الناس، أن سوق تخزين الطاقة تشهد تطوراً ملحوظاً حول العالم، وذلك بفضل التبني المتصاعد للطاقة المتجددة والرغبة الكبيرة في مصادر الطاقة النظيفة. ويشكل ذلك، مصدر فوائد كبيرا لشركات التعدين في أفريقيا التي تزخر بهذه المعادن. ويوجد المعدن في معظم قارات العالم، لكن تعتبر جنوب أفريقيا المركز العالمي للفاناديوم، حيث تمتلك 25% من مخزونه العالمي. ويتوقع بعض خبراء القطاع، حدوث طفرة كبيرة في المستقبل القريب. ... المزيد
مشاركة :