خالد الفيصل .. وخطوة على الطريق الصحيح!

  • 3/5/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعودنا ونحن صغار في مدارسنا أن نشارك في مسرحية هزلية بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولا تعكس واقعنا، وكنا مع ذلك نتقنها بشكل رائع ومميز، وذلك عندما يعطف علينا أي مسؤول تربوي بزيارة تُسمى ظاهرياً تفقدية وحقيقتها استعراضية فنحن نقدر له أن ضحى بوقته الثمين ومكتبة الوثير الذي قلَّ من يتشرف بالدخول عليه فهو ملك له وهذا أمر مفروغ منه، ولكن لنحسن النية فقد يكون بقصد المحافظة عليه ممن يقال لهم مراجعون، فأحياناً هو يسمع بهم ونادراً ما يقابلهم فهم ليسوا ضمن جدول أعماله ولا ضمن نطاق عمله هكذا تعلم أو بالأحرى عُلم. لقد كنا مُضلَلين لا نعلم هل هي استغلال لعاطفتنا البريئة أو خوف من العواقب، وقد يكون اعتقاد وأمنية في كل زيارة على الرغم من قناعتنا بعدم صحة هذا الاعتقاد بأن هذا التغيير الجميل والفجائي هو بداية تصحيح فعلي ودائم وليس وقتيا، حلم طفولي يسرق منا باستمرار لا مجال لإضاعة الوقت فالكل في حالة استنفار ويعمل في مدرستنا بذمة وضمير وبدأت فصول المسرحية أناشيد جميلة بصوت يملؤه الحزن قمة التناقض كنا نبكي من الداخل وحزن دفين يسكن أعيننا البريئة وكالعادة المسؤول يوزع ابتسامات هنا وهناك قد تكون ابتسامة رضا ولكن على ماذا لا نعلم وأحياناً يضحك، ولكننا نعلم سر هذه الضحكة فهي على سذاجتنا أن صدقنا ما نحن فيه فلسان حالة يقول إن كل هذا لي أنا وليس لكم وسيزول بمجرد مغادرتي. مطلبنا بسيط وبعد كل تلك السنين لا نريد لأبنائنا أن يشاركوا في مثل تلك المسرحيات كما فعلنا، وأعتقد أنه قد جاء من يستطيع أن يحققه، لا نريد أن نتذكر ماضي خالد الفيصل كإنسان وأمير وشاعر، فالتاريخ كفيل بإنصافه وبحمله لأمانة العلم استطاع أن يدون ويخط منهجا آخر يختلف عن الكل، فقد أعطاهم درساً مجاني محطماً بذلك كل الأبراج العاجية الواهية وحجابها التي تعزلهم عن الواقع، لقد حلق بنا خالد الفيصل أحد نجباء مدرسة الفيصل رحمة الله في رحلة جميلة بعيداً هناك بتغييره لفكر سائد حان الوقت لإزالته ونسيانه ليتحسس عن قرب وعلى أرض الواقع ما يعانيه أبناؤه الطلبة وزملاؤه المعلمون بتعديله لخطة الزيارة المقررة من مدرسة إلى أخرى بما لم تكن في الحسبان، لقد استشعر حجم الأمانة الكبيرة الملقاة على عاتقه التي أتمنى أن يستشعرها كل مسؤول وأن يقف مع نفسه وقفة صادقة وأن يعلم أنه مسؤول عن كل ذلك إن لم يكن في الدنيا فحتماً في الآخرة.

مشاركة :