دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرارات "صعبة" من أجل السلام في الشرق الأوسط، لكن الأخير رد زاعماً أن الفلسطينيين لم يفوا بالتزاماتهم في هذه العملية. وقال أوباما في مستهل اجتماع مع نتنياهو في المكتب البيضوي "أعتقد أنه لا يزال ممكنا إقامة دولتين، دولة إسرائيل اليهودية ودولة فلسطين يعيش فيهما الناس بسلام وأمن". وتدارك الرئيس الأمريكي "لكن هذا الأمر صعب ويتطلب تسويات يقوم بها الجميع"، ملاحظا أن المهلة المحددة لانتهاء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين "تقترب وينبغي اتخاذ بعض القرارات الصعبة". من جهته، اعتبر المتطرف نتنياهو أنه بخلاف حكومته فإن الفلسطينيين لم يقوموا بما هو ضروري في هذا الملف. -على حد كذبه- وأضاف أن "الأعوام العشرين التي مضت منذ دخلت إسرائيل في عملية السلام طبعتها إجراءات غير مسبوقة اتخذتها إسرائيل للدفع بالسلام قدما. لقد انسحبنا من مدن في يهودا والسامرة (يقصد الضفة الغربية المحتلة). لقد أخلينا قطاع غزة تماما. لم نكتف بتجميد مستعمرات بل قمنا بتفكيك مستوطنات برمتها. لقد أفرجنا عن مئات (الإرهابيين) بينهم عشرات في الأشهر الأخيرة".-على حد ادعائه-، متجاهلاً نهب الأرض الفلسطينية المتواصل لصالح المستعمرات اليهودية والحصار الجائر على قطاع غزة. وقبل أن يتطرق إلى مفاوضات السلام، تحدث نتنياهو أولا عن إيران مؤكداً لأوباما أن الملف النووي الإيراني "التحدي الأكبر" الذي يواجهه الجانبان. وفي حديث نشرته مجموعة بلومبرغ الإعلامية الأحد الماضي، لخص الرئيس الأميركي موقفه من النزاع الذي لم تتوصل إلى حله أجيال من القادة والدبلوماسيين الاميركيين. وقال أوباما "عندما أتحدث إلى (بيبي) -لقب نتنياهو- هذا لب ما سأقوله له: إن لم يكن الآن فمتى؟ وإن لم يكن أنت، سيد رئيس الوزراء فمن يكون؟ كيف سيحل ذلك؟". ومع تكرار تأكيد دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل، قال الرئيس الأميركي محذرا أيضا "إذا وصل الفلسطينيون إلى الاستنتاج بأن قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة إلى جانب (إسرائيل) لم يعد ممكنا، عندئذ ستكون قدرتنا على إدارة التبعات الدولية محدودة". ورحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي وصل إلى واشنطن أمس بمواقف أوباما، واصفا النظرية القائلة إن الاستيطان سيساهم في تحسين أمن إسرائيل بأنها "وهم"، وقال "على نتنياهو أن يفهم ذلك، أنها الحقيقة". وسيستقبل أوباما في 17 اذار/مارس الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
مشاركة :