يتذمرون بشدة ويتباكون عبر البرامج والصحف، مدعين ان العقبة الكبرى التي تعيقهم وتقف أمام (تفوق) فرقهم تتمثل في شح الموارد المالية، وعلينا ان نصدقهم حتى يتبين لنا بالأدلة والبراهين أنهم (يكذبون) فيقدمون الأدلة التي تدينهم فيما يقولون. فريق يحتل المركز الأخير أو ما قبل الأخير في سلم الدوري، ومع تحقيقه أول فوز تقدم مكافأة للفريق بمبلغ (5000) ريال للجميع، الجهاز الفني والإدار والطبي واللاعبين، بما هو مجموعه 25 إلى 30 فردا، أي بمبلغ إجمالي 150000 ريال، تحصلوا عليها من مباراة واحدة فقط، ومع هذا الفوز الفريق ما زال يترنح في مركزه. فريق يحتل مركزا في الوسط (السابع)، وحينما حقق فوزا تقدم به الى المركز (الخامس) قدمت له مكافأة قدرها 10000 ريال للفريق بما يضم من أجهزة إدارية وفنية وطبية ولاعبين، بنفس عدد الفريق السابق، ولكن بضعف المبلغ، أي بـ300000 ريال. فريق آخر قدمت له مكافأة بمبلغ وقدره 50000 ريال، ليس لانه حقق انجازا غير مسبوق، بل لانه حقق الفوز على منافسه التقليدي وبقي متصدرا، ولا اعلم كم سيصل مبلغ تحقيق البطولة اذا كانت مكافأة مباراة خمسين ألف ريال. فرق تصارع من اجل البقاء تقدم لها مكافآت بـ15000ريال وجوالات للاعبين مع كل حالة فوز يسجلها الفريق، أي في كل مباراة أكثر من نصف مليون، يعني في أربع مباريات مليونان. ويبقى السؤال: كيف تشتكون من قلة الموارد المالية وهذه المكافآت الكبيرة تقدم من اجل ثلاث نقاط؟! تتضح لنا كمتابعين لكرة القدم السعودية «بعض» السلوكيات الإدارية الخاطئة التي تضر وتقف أمام مصلحة الكرة السعودية، فاللاعب الذي يحصل على مكافأة بمبلغ كبير لمباراة محلية لا بد ان تكون مكافأته في مباراة دولية مع المنتخب ضعف ما يحصل عليه مع فريقه. الكل (متفق) على ان الكرة السعودية ارتفعت ماليا بما لا يوازي ارتفاعها فنيا، وان لجنة الاحتراف تدرس بشكل جدي كيفية معالجة تلك المشكلة بما يحقق صالح الأندية، وإنها في طريقها لتحديد سقف معين وفق معاير معينة للعقود التي تبرمها الأندية مع اللاعبين المحترفين. يتضح لنا انه في الوقت الذي (تسعى) فيه لجنة الاحتراف الى حل المشكلة من جهة ان الأندية بسلوكياتها وتصرفاتها المالية في آلية توزيع مكافآت الفوز في المباريات، بعيدا عن البطولات، لا تريد الحل، وإذا كانت لا تريده فلماذا تتذمر وتتباكى وتشتكي؟ المشكلة ان الفرق التي (تهايط) بتوزيع المكافأة تفتقد لراع يسهم في تحسين أمورها المالية أو يجعلنا لا ننتقد سلوكياتها المالية وهي من ضمن الفرق التي تعتبر متأخرة في صرف رواتب اللاعبين أو مقدمات العقود! كنت أتمنى ان أقرأ أو اسمع عن ان احد مجالس إدارات الأندية التي تقبع في (المؤخرة) قد فعّلت احدى مواد لائحة الاحتراف وخصمت على اللاعبين بسبب انخفاض المستوى، لا مكافأتهم على انهم أوصلوا فرقهم للقاع ثم قاموا بالبحث عن النجاة. مقالة للكاتب حمد الدبيخي عن جريدة اليوم
مشاركة :