كسر اليمنيون - أمس الأحد - حاجز الخوف الذي فرضه عليهم الانقلابيون منذ انقلابهم على الشرعية في 2014م، وخرجوا إلى شوارع العاصمة صنعاء منتفضين ضد الجوع والقهر والممارسات القمعية. وأطلق الحوثيون النار بكثافة على المتظاهرين الذين تجمعوا في شارع الستين بالقرب من منزل الرئيس الشرعي عبدربه منصورهادي. وكان ناشطون أطلقوا مؤخرا دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاج «#أنا_نازل»، التي حققت تفاعلا كبيرا، وهدفت الحملة لكسر حاجز الخوف ووقف ممارسات الميليشيات القمعية والتنديد بالأوضاع الاقتصادية المتردية، وتأخر صرف رواتب الموظفين. الميليشيات انتشرت منذ الصباح في شوارع صنعاء تحسبا للمظاهرات التي دعا لها ناشطون ومنظمات للمجتمع المدني رفضا لسياسة التجويع والقمع والتنكيل وعدم صرف الرواتب، واتسمت الحملة بأنها جاءت من قبل الشباب، لتملأ مواقع التواصل، وهي حملة لا تجد دعما من أي شخصية حزبية أو مدنية، ما يشير إلى أن تحالف صالح والحوثيين على موعد مع تحرك شعبي يعمل على كسر الخوف الذي فرضه الانقلابيون على المواطنين. صراع بين الانقلابيين من جهتها قالت مصادر متطابقة لـ «اليوم»: إن ضحايا التفجير البارزين كانوا من اتباع المخلوع، بينما لم يكن هناك أي من قادة الميليشيات الحوثية ضمن قائمة الضحايا رغم حضورهم لعزاء اسرة ال الرويشان احدى اسر مشايخ قبيلة خولان، لمغادرتهم مبكرا، ما يكشف مخططهم لتصفية قيادات المخلوع. في المقابل اكدت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أن لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر. مشيرة لاجراء تحقيق فوري بمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية الذين تمت الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة، وسوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق. وأعربت قيادة التحالف عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت بصنعاء. وفي السياق، قال المحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي: لا يوجد قائد حوثي بين الضحايا، وهذا يشير لاصابع الاستخبارات الإيرانية الحاضرة بقوة، مضيفا: إن الميليشيات كانت بحاجة لحدث مثل هذا كما قال حسن زيد القيادي الميليشياوي، لاستنفار «العصبة» مجددا ومواجهة الثورة الشعبية. وأضاف المجيدي: إن ايران كانت بحاجة للحادثة لتحويل الانظار عن المجازر اليومية في حلب. وقال المجيدي: إن حسن نصر الله خرج في الضاحية يولول والإعلام الايراني يلطم الخدود وينوح كأنه عثر على ضالته لتوجيه الانظار بعيدا عن مجازر ميليشيات طهران الارهابية بـ «حلب»، مؤكدا ان صنعاء ترزح تحت سيطرة اجهزة الاستخبارات الايرانية واذرع الحرس الثوري. محاكمة الميليشيات بدوره استنكر التجمع اليمني للإصلاح الحادثة الإجرامية ودانها بأشد العبارات، مقدما خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء للجرحى، في وقت دعا فيه الى إجراء تحقيق شفاف وعاجل للكشف عن الجريمة، وإعلان ذلك للرأي العام، والعمل على محاكمة مرتكبيها، بجانب دعوته لإجراء تحقيقات شفافة في جرائم الاستهداف المستمر للمدنيين في تعز، ومنها مجزرة بئر باشا الاثنين الماضي، التي خلفت 9 قتلى في صفوف المدنيين و14 جريحا بينهم 7 أطفال، إضافة لجرائم التهجير والاخفاء القسري واستخدام المدنيين دروعا بشرية. كما دعا الإصلاح المجتمع الدولي للقيام بواجبه الاخلاقي والإنساني تجاه ممارسات ميليشيات الحوثي وصالح. من جهته، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس اتفاقا مع مستشفى الصفوة بمحافظة تعز يقضي بعلاج 150 مصابا بالمحافظة وتقديم الخدمات الطبية لهم. وحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد قد وقعّ الاتفاق مدير مستشفى الصفوة الدكتور مرتضى الهويس، والمستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بحضور وكيل وزارة الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور شوقي الشرجبي ومنسق القطاع الصحي باللجنة العليا للإغاثة الدكتور حسن محمد الحراد. وفي سياق آخر، شيع الآلاف من ابناء مأرب وافراد القوات المسلحة يتقدمهم نائب الرئيس الفريق علي محسن الاحمر- صباح أمس الأحد - اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، الذي قضى يوم الجمعة خلال المعارك الدائرة في مديرية صرواح. الحوثيون يوافقون على صعيد آخر، التقى الوفد الحكومي لمشاورات السلام برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في مسعى للدفع بالمشاورات الى الأمام وإيجاد حل سلمي للأزمة.وفي اللقاء الذي جمعه بالمبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، جدد وفد الشرعية التزامه الجاد بإحلال السلام ووقف نزيف الدم اليمني وفقا للمرجعيات والأسس المتفق عليها الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216. وكان المبعوث الأممي قد نقل للجانب الحكومي موافقة الميليشيا الانقلابية على وقف إطلاق النار بتواجد ممثليهم في لجنة التهدئة والتواصل في ظهران الجنوب والالتزام بإدخال المساعدات الى تعز. وطالب الوفد الحكومي ـ ونظرا للتجارب السابقة مع الانقلابيين الذين ينقضون العهود ـ بتوفير الضمانات اللازمة لعدم خرق الهدنة من قبل الانقلابيين وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق ومباشرة اجتماعاتها في ظهران الجنوب كما اتفق عليه.
مشاركة :