الفكرة التي قدمتها رابطة دوري المحترفين المتمثلة في تسجيل مواهب كرة القدم من الذين ولدوا على أرض الوطن الغالي واعتمادهم كمحترفين في دوري ركاء، فكرة تستحق الاهتمام وتستحق التطبيق لما لها من الأثر في تفعيل كرة القدم والارتقاء بأنديتها. - فهؤلاء الذين ولدوا وعاشوا وتعايشوا معنا يجب أن يجدوا فرصتهم في تقديم ما لديهم من الموهبة، أقول هكذا يجب مع قناعتي بأن المخاوف التي قد تحيط بهم وبنجوميتهم إن وجدت تكمن في (العنصرية)، هذا الداء الذي لايزال متفشيا في أوساطنا الرياضية. - الفكرة من حيث النظرية تعد مقنعة لكنها من حيث التطبيق الذي نتمناه قد تجد أمامها الكثير من العوائق بدءا من غموض عملية (تجنيس) النجم الذي يبدع من هؤلاء وانتهاء بما سنسمعه ونراه من ردة فعل المدرجات التي دائما ما تهتف بأبشع أنواع العنصرية وبالتالي فنحن أمام فكرة معقدة مهما اتفقنا على تنفيذها على أرض الواقع إلا أننا في المقابل نتوجس من العواقب، ومن تلك الأساليب العنصرية التي ستؤثر سلبا في مسيرة تحقيق النجاح المطلوب لها. - رابطة دوري المحترفين بادرت بتقديم هذا المقترح الجيد، لكن المهم الذي ننشده ونتمناه ليس في فكرة أو بادرة تقدم على الورق بل المهم الذي ننشده ونتمناه هو إسهام اتحاد كرة القدم في وضع الأسس الصحيحة والسليمة لتنفيذه وإيجاد التثقيف المناسب حتى تستوعب الجماهير (المتعنصرة) تحديدا مدى خطورة أي فعل مشين تجاه هؤلاء والسعي على أن نتعامل معهم كأبناء وطن لا كغرباء حتى نتحصل أو بالأحرى كي تتحصل كرة القدم لدينا على كل الفوائد من تواجدهم ومشاركاتهم مع أندية دوري ركاء كمقدمة لبناء المستقبل الاحترافي المتين والجيد. - في جغرافية الوطن وعلى امتداد مساحاته هنالك مواهب كروية فذة لكنها لم تجد فرصتها بحكم وجود (التجنيس) وصعوبته، ولعل اللاعب الإماراتي عمر عبدالرحمن (عموري) هو الدليل على ذلك، فهذا النجم الموهوب الذي نراه اليوم ساطعا في سماء الكرة الإماراتية هو من مواليد السعودية حاول أن يجد فرصته لكنه عجز وبالتالي هاهي كرتنا تخسره وهاهي كرة الأشقاء في الإمارات تكسبه. - عموما الفكرة جيدة والبادرة مفيدة، أما بعد الجيد والمفيد فمن الضرورة أن يسارع اتحادنا الموقر في وضع الأسس الاحترافية للتنفيذ عمليا وتثقيفيا، وهذه الأخيرة في تصوري هي التي تحمل الأهمية القصوى نظرا لكون الوسط الرياضي برمته متعصب ومتعنصر بدرجة تفوق كل الأوصاف. - تحدثت في مقال نشر عام 2009 م عن نجومية ياسر القحطاني وعن سر غيابه عن المنتخب فاستخدموه من جانبهم لوضعه في مقارنة المقال الذي تحدثت فيه عن الحارس عبدالله العنزي في محاولة منهم لتشويه الصورة والمعنى والفكرة. - هكذا هي أساليبهم فلا غرابة، أقول هي هكذا أساليبهم مع التأكيد بأن قناعتي واضحة .. من يتهاون عن تلبية دعوة المنتخب أيا كان سواء القحطاني أو العنزي أو غيرهما يجب أن تطاله العقوبة. - هذا رأيي، أما ملاحقتهم لما أكتب هنا في زاوية في الصميم فهي شهادة نجاح بحد ذاتها وبالتالي فلن أهتم بما يقولون.. وسلامتكم.
مشاركة :