يمتلك مصمم الأحذية - إيطالي المولد والجنسية، فرنسي الإقامة والعمل - فرانشيسكو روسو (Francesco Russo) منظوراً خاصاً به في طريقة تصاميمه لعلامته التجارية «FRANCESCO RUSSO» الخاصة بالأحذية النسائية. كما يمتلك روسو أسلوباً مميزاً في طريقة تعاملة مع زبائنه والتي يحرص من خلالها على الالتقاء بهم وجهاً لوجه لمعرفة آرائهم. «الراي» التقت روسو الذي زار الكويت أخيراً لإطلاق تشكيلة جديدة من أحذيته في متجر «هارفي نيكلز» في «غراند أفنيوز»، حيث تحدث عن علامته التجارية، موضحاً أنها تتجدد وتتطور موسماً تلو الآخر لتعبّر عن التوجهات والأذواق الجديدة، ومشيراً إلى بداية انطلاق العلامة التجارية التي تفتّحت ورودها من قلب باريس، لافتاً إلى أنه يسعى من خلالها إلى إعادة النظر والنقاش حول العلاقة بين المصمم من جهة والزبون النهائي من جهة ثانية. روسو قال إنه، من خلال نهجه، لا يبيع سوى عدد محدود وقليل من الأحذية، لكنها أحذية فريدة من نوعها وحصرية جداً بالنسبة إلى زبائنه، وهذا أفضل بالنسبة إليه من تسويق وبيع أعداد هائلة من المنتجات، كاشفاً عن أن بداية بيع منتجاته كانت داخل باريس فقط، لكن سرعان ما توسّع نطاق البيع، وهذا الأمر لم يجعله ينسى تلك العلاقة الحميمية التي ينبغي أن تجمع بين المصمم والزبون النهائي، مؤكداً حرصه على التواجد في كل موسم داخل المتاجر التي تتواجد فيها علامته التجارية والتحدث مع الزبائن وجهاً لوجه، من أجل المحافظة على حلقة الاتصال المباشر بينه وبينهم. وتطرق إلى أمور أخرى عديدة منها المواد التي يتم استخدامها في التصميم، إضافة إلى علاقته مع شركة «محمد حمود الشايع» وفي ما يأتي التفاصيل: • بداية حدثنا عن تشكيلة «FRANCESCO RUSSO» الجديدة من الأحذية؟ - كل تشكيلة جديدة هي بمثابة حلقة من حلقات المسلسل الذي يحكي قصة علامة «FRANCESCO RUSSO»، حيث إن تشكيلاتنا بشكل عام تتجدد وتتطور موسماً تلو الآخر لتعبّر عن التوجهات والأذواق الجديدة، ونحن نحاول من خلالها أن نكون غير مقيّدين بزمن معين بعيداً عن الالتزام بالموضة السائدة، وهكذا فإن جميع تصاميمنا هي تعبير عن خطوط حرّة وسعي طموح إلى محاولة تقديم منتجات خاصة، ولهذا فإننا نبذل جهداً كبيراً لتطوير هيكل وخطوط كل تصميم، كما نحاول أن ننحت قطعاً فريدة من نوعها في كل مرة. • وكيف بدأت قصة العلامة التجارية «FRANCESCO RUSSO»؟ - أطلقت أول تشكيلة شخصية من تصميمي في سبتمبر 2013، لكن العلامة التجارية كانت متاحة في السوق في متجرنا بباريس حصرياً ابتداء من يناير 2015، والواقع أنها علامة تجارية تلتفت إلى الماضي وليس إلى المستقبل، وعندما أقول هذا فإن ما أقصده هو أنني أسعى إلى إعادة النظر والنقاش حول العلاقة بين المصمم من جهة والزبون النهائي من جهة ثانية، وأنا أشعر حقاً من خلال ما شهدته خلال العام الماضي أن تلك العلامة التجارية بدأت تتراجع أكثر فأكثر، حيث أصبح الزبائن لا يعرفون إلا القليل جداً عن المصمم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ولهذا أردت أن أجعل نفسي أقرب إلى الزبائن النهائيين، وأتذكر عندما قررت أن أطلق علامتي التجارية «FRANCESCO RUSSO» ألهمتني صورة للمصمم سيلفا تورا فيرانمامو مع أحد عملائه وهو يعرض عليه أحد موديلاته الجديدة، وتلك الصورة هي ما أحاول أن أفعله مع علامتي التجارية. • لكن ألا يقلل ذلك من بيع الأحذية؟ - صحيح أنني بهذه الطريقة لا أبيع سوى عدد محدود وقليل من الأحدذية، لكنها أحذية فريدة من نوعها وحصرية جداً بالنسبة إلى زبائني، وهذا أفضل بالنسبة إليّ من تسويق وبيع أعداد هائلة من المنتجات. وهكذا، فإن علامتي التجارية تهتم أكثر بنهج الخياطة الراقية الذي يعتمد على التفرّد في التصماميم التي يتم إبداعها، أكثر من الاعتماد على صنع وتسويق كميات كبيرة. • هل بيع أحذية «FRANCESCO RUSSO» في بدايتها كان منحصراً في باريس فقط؟ - بالفعل، في البداية كنا نبيع داخل باريس فقط، لكننا سرعان ما بدأنا توسيع نطاق دائرة توزيعنا، لكنني أحرص دائماً على أن أضع في اعتباري تلك العلاقة الحميمية التي ينبغي أن تجمع بين المصمم والزبون النهائي، ولعلّ هذا هو السبب الذي يجعلنا لا نفتح سوى عدد قليل جداً من المتاجر الجديدة في كل موسم، حتى أكون موجوداً بنفسي في كل متجر على مدار الموسم، وأن أتحدث مع الزبائن وجهاً لوجه من أجل المحافظة على حلقة الاتصال المباشر بيني وبينهم. • ما الذي يميّز «FRANCESCO RUSSO»؟ - علامتي التجارية تعيد النظر في قيمة الفخامة، من خلال انتقاء نوعيات الجلود والاهتمام بطريقة التصنيع وبأساليب اللمسات النهائية، وكل هذا إلى جانب الخدمة التي نقدّم من خلالها المنتج إلى الزبائن، وبالكيفية التي يتم البيع بها، لذلك فإن «FRANCESCO RUSSO» تنطوي على كل هذه العناصر المعبرة عن الفخامة. • وما الذي يجعلها من العلامات المنافسة في السوق؟ - في الواقع أنني لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، لكن ربما يكمن جزء من الإجابة في كون علامتي التجارية «FRANCESCO RUSSO» تضع المرأة في مركز وقلب النقاش ولا تعتبرها مجرد شكل، ولذا فإن منتجاتنا يتم تنفيذها بطريقة تدفع إلى التفكير في كيان المرأة، كما أن التصميم يتماشى دائماً مع راحة المرأة، وكل موديل جديد نصممه يحرص على احترام جسد المراة وليس فقط إبراز مفاتنها، لذلك أعتقد أن مدى وعمق الاهتمام الذي نمنحه لكيان المرأة هو ما يميز علامتي التجارية عن غيرها ويجعلها مثيرة لاهتمام النساء أكثر. • هل تعتبر «FRANCESCO RUSSO» إيطالية أم أنها فرنسية؟ - صحيح أنني إيطالي المولد والجنسية، لكنني أعتبر نفسي منتمياً إلى المكان الذي بدأت فيه نشاطي وعشت فيه فعلياً، فأنا عشت معظم سنوات حياتي في باريس، كما أن متجري الرئيسي هناك، وكذلك الحال بالنسبة إلى ورشة الإصلاح ومركز الخدمة... كل هذا يوجد في باريس، لذلك بالنسبة إليّ باريس هي عنواني الرئيسي وهي الوطن الذي بدأت فيه علامتي «FRANCESCO RUSSO»، لكن طبعاً الجزء الأكبر من أحذيتنا ومنتجاتنا يتم تصنيعه الآن في إيطاليا. • ما المواد الخام التي يتم استخدامها في صناعة الأحذية؟ - أستخدم دوماً مواد مجرّبة جيداً وذات سمعة راسخة كلاسيكياً بما في ذلك طبعاً الجلود الطبيعية، وذلك من أجل تصنيع منتجات يستطيع الزبون أن ينتعلها، ليس خلال الموسم فقط، بل على مدار العام، ولهذا لا أبحث عن مواد خام خاصة تصلح لموسم معين، بل أهتم أكثر بخصوصية اللمسات النهائية، ولدينا الآن تصاميم خاصة وحصرية تجمع بين اللونين الأبيض والأسود. وبشكل عام، أستخدم الألوان الأساسية التي لها تاريخ في التصاميم الكلاسيكية، ثم أسعى إلى التحديث والعصرنة من خلال اللمسات النهائية. • قبل أن تباشر تصميم أي حذاء، هل تستعين برأي النساء؟ - أحرص دائماً على النظر إلى النساء وما يرتدينه وينتعلنه، وكيف تؤثر الأحذية على إحساسهن، حتى إذا لم يكن الحذاء من تصميمي. والواقع أن هذا درس ينبغي أن أتعلمه يومياً، وأنا أفعل ذلك الآن، بما أن الفرصة تتاح لي بالتعامل مع الزبونات مباشرة في متاجرنا، وهذا يستدعي مني أن أجعل عقلي وقلبي مفتوحين دائماً كي أتمكن من تحسين نفسي. • وهل من الصعب أن تفهم ما تريده المرأة؟ - من المهم أولاً أن يفهم المرء ما يريده هو، ثم يستطيع أن يترجم ما يريده ويشعر به إلى مُنتج، وفي النهاية لن تستطيع أن تجعل كل النساء يحببن ما تصممه، فالأمر أشبه بالعلاقات الشخصية التي يكون هناك من يعجبون ومن لا يعجبون بك. وصناعة الموضة تنطبق عليها هذه الحال نفسها، وأنا شخصياً أعلم أن هناك نساء معجبات بتصاميمي بينما هناك أخريات غير معجبات كثيراً بها، لذلك أعتقد أن الأمر هو أن أكون صادقاً وأميناً مع نفسي، وهذا تحديداً ما أحاول أن أفعله. • هل ستصمم أحذية خاصة بنساء منطقة الخليج العربي؟ - نحن نطرح تشكيلة ذات تصاميم جديدة كل ستة أشهر من دون أن نستهدف أي منطقة جغرافية بعينها، بل نضيف أساليب وموديلات جديدة موسماً تلو الآخر. • وما رأيك في السوق الكويتية؟ - الواقع أنني لا أفكر في كل سوق على حدة، بل أركز على التعبير عن وجهة نظري من خلال تصاميمي، وأعتقد أن لي زبونات في كل سوق، سواء هنا في الكويت أو في قارة آسيا أو في الولايات المتحدة الأميركية أو حتى الدول الأوروبية، وهنّ متشابهات في الأذواق والشخصيات ولديهن عوامل مشتركة كثيرة على الرغم من اختلاف ثقافاتهن وجنسياتهن، ومن الطبيعي أن تكون السوق الكويتية مختلفة عن سوق نيويورك لأنهما مختلفتان ثقافياً، لكنني أعتقد أن النساء اللواتي تستهويهن تصاميمي هنا وهناك متشابهات في الجوهر إلى حد كبير. • هل من نيّة لتصمم حقائب نسائية إلى جانب الأحذية؟ - ببساطة، لأنني أساساً مصمم أحذية وأفهم جيداً في كيفية صنع الأحذية، لا أعتقد أنني قد أصمم الحقائب لأن لها نهجاً مختلفاً، والأهم من هذا كله هو أنني لا أحب أن أصنع شيئاً إلاّ إذا كنت بارعاً جداً فيه وأستطيع صنعه بإتقان. • كيف تثمّن التعاون مع شركة «محمد حمود الشايع» باعتبار أن تصاميمك متوفرة في «هارفي نيكلز»؟ - بالتأكيد، من الرائع والجميل أن تتعاون مع أشخاص لديهم قدر كاف من الخبرة في مجال عملهم، إضافة إلى السمعة الطيبة والجيدة، إلى جانب الاحترافية في التسويق، وهذا كله وجدته مع شركة «محمد حمود الشايع».
مشاركة :