حب من نوع فاخر لا يصلح للمتلصصين ولا للمتصيدين، ولا لـأهل الظاهر، وقصائد لن ترضي أعداء المجازات والكلمات الشفيفة مثل فراشات، ومن يفتشون عن ذات المبدع (لاسيما إذا كان امرأة) في كل ما يخطّ، معتقدين أن وراء كل نصّ حكاية واقعية، لا حالة من الصدق الفني، والخيال الحالم الهائم في كل واد. تطلّ الشاعرة والباحثة الإماراتية، فاطمة المعمري، بحبها الفاخر الشامل، بوجوه كثيرة، تتمرّد على احتكار المعنى في مجرد ضميرين، أو حرفين سيئي السمعة معاً (الحاء والباء)، أو اختزال القصة الكبرى ما بين هو وهي فحسب، إذ تفرد صاحبة الخامس من الغياب مظلة نصوصها، وتمدها لآخر مدى لتغطي مساحات شاسعة، محبة وبوحاً على الورق، وسط عناوين تحرسها الزهور، وبعد إهداء يهب القارئ أبجدية ومائة حرف يركب منها ما يراه، بشكل أفقي أو رأسي: أحبك أو أهواك، أو غيرهما من الكلمات المرهوبة الجانب أحياناً. ربما يكون مفيداً لقارئ ما لنصوص حب من نوع فاخر أن يبدأ مما قبل النهاية بقليل، من الصفحة 255، ليكتشف فاطمة المعمري، وأولى الصديقات، ووفاءها للحرف والتمويه والخيال والشعر، وقبل كل هذا لمن تحب (هن وهم بلا حصر وفي المقدمة الأب الروحي لفاطمة - كما تصفه - الشاعر الإماراتي أحمد العسم)، وقائمة طويلة لا يكفيها نص واحد، فتتبعه فاطمة بثانٍ وثالث. تستبدل فاطمة المعمري بصليل السيوف ووقع الرماح على الدروع، نصوصاً هامسة وثائرة، وخربشات على الورق، وسهاماً تخترق القلب، والباحثة التي عنوان رسالتها للماجستير السلاح في الشعر الجاهلي، لا شيء في يديها هنا في الكتاب الجديد سوى إهداء ضائع، ونصوص نثرية، تحمل عناوين: لهم شكراً، جعلتني كتاباً، قلم لا يكتبك، حب من اللقاء الأول، إنه مولدك، ماذا تكون، وطن لا غيرك، كن صديقي، عني أحدثك، قلبي مرآتك، خلف أضلعي أسكن، أحببتك هكذا، لا حياة دونك، حين أرحل، خارج السرب، لهم أول أصدقائي، ورسالة أخيرة. تفرد فاطمة الصفحات لـفاطمة التي تعتز بذاتها وشاعريتها، وتثق في الأنا ولا تخجل من تكرارها، لكنها تحاورها وتناجيها أكثر في أطول نصوص الكتاب ربما، وهو ما جاء تحت عنوان: عني أحدثك: معضلتي أني أحسبني السبب في كل أحزان العالم.. أعير اهتمامي لمن حولي.. قد أبكي لأن صديقتي تتألم.. قد أسهر لأن أختي مريضة.. حين أضحك كثيراً.. أبحث بين فصول ضحكتي هل أنا سعيدة حقاً.. أم أني أحاول شغل الحزن.. حين يفقد حديثي ألفاظ المثقفين.. فابتسم.. حمقى أولئك الذين يقولون إن التعود يجعلك تمل.. لا أراني مللت الكتابة يوماً.. ولا أرى أصابعي أصابها التنميل..الكثير من الفرضيات لا يذهب التاريخ لإثباتها.. كتب عني نيوتن أني السبب في تأخر اكتشاف قانون الجاذبية.. لا أكذب هو حقاً قال ذلك.. في الكتاب الذي لم يقرأه سواي.. سألني أحدهم ذات يوم.. هل من طين أنت أيها الأنثى الفاخرة؟.. لست مصنوعة من السكر.. هكذا أجبت. والمفارقة أن فاطمة تذيّل هذا النص، الذي يشغل نحو 50 صفحة، بعبارة مراوغة تثبت صدق المبدع لخياله لا لسواه: ملاحظة: باستثناء الخمس لغات كل ما ذكر سابقاً حقيقي. ويضم الكتاب 282 صفحة، وحقوق الطبعة محفوظة للمؤلفة. للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.
مشاركة :