خلود الجابري: «دافنشي» يعيد اكتشاف قدرات العقل

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

غالباً ما يقرأ الإنسان العديد من الكتب في مراحل حياته المختلفة، ولكنّ هناك كتباً يتوقف عندها، ويشعر أن ثمة تغييراً أحدثته في فكره ورؤيته لنفسه والحياة من حوله. عندما تسأل فناناً تشكيلياً عن كتابه المفضل؛ فغالباً تتوقع أن الإجابة ستحمل عنوان كتاب متخصص في الفنون وتاريخها ومدارسها أو غير ذلك من الموضوعات المشابهة، باعتباره الأكثر تأثيراً في شخصية الفنان. الفنانة التشكيلية الإماراتية، خلود الجابري، في اختيارها للكتاب الأكثر تأثيراً في شخصيتها، اقتربت من هذه الفرضية وابتعدت عنها بالقدر نفسه مع ترشيحها لكتاب «كيف تفكر على طريقة ليوناردو دافنشي»، فالكتاب يتخذ من عبقرية الفنان العالمي دافنشي محوراً رئيساً له، ولكنه يتجاوز موضوع الفنون، منطلقاً نحو وضع عملية مساعدة الإنسان على الاستفادة من قدراته العقلية واكتشاف وتنمية مهاراته المختلفة. المبادئ السبعة يتكون كتاب «كيف تفكر على طريقة ليوناردو دافنشي»، من الكتاب الرئيس، ويضم المحتوى النظري للمبادئ السبعة للعبقرية الدائمة. ويقع في ثلاثة فصول: الفصل الأول هو المدخل التاريخي لتعريف العبقرية البشرية وأسرار الدماغ، إضافة إلى الحقبة التاريخية التي عاشها ليوناردو دافنشي متضمنة سيرة ذاتية مختصرة عنه. في حين ينتقل الكاتب في الفصل الثاني بين مبادئ دافنشي السبعة مستعرضاً كل مبدأ على حدة، متضمناً تعريفاً شاملاً بالمبدأ، إضافة إلى مجموعة من التمارين والملاحظات التي تساعد القارئ على تطبيق تلك المبادئ. ويقدم الفصل الثالث والأخير مقرر ليوناردو للمبتدئين في الرسم، إضافة إلى استعراض بعض أحلام دافنشي وتصاميمه التي تحولت للواقع على يد فنانين تخليداً لذكراه. أما الكتاب الثاني فيحمل طابعاً تطبيقياً، حيث يحوي تطبيقات وتمارين تساعد على المسير خطوة خطوة في التعامل مع التمارين الواردة في الكتاب السابق «كيف تفكر على طريقة ليوناردو دافنشي». وفي قلب الكتاب وضعت مفكرة تحاكي مفكرة دافنشي التي كان يستخدمها في تدوين ما يخطر على باله من أفكار. أشارت الجابري، التي تشغل منصب نائب رئيس قسم الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى أن الكتاب، الذي ترجمه الدكتور علي الحداد، يتميز بالوضوح والطابع العملي في حث القارئ وإرشاده إلى كيفية استغلال قدراته العقلية ومصادرها، مستشهدة بمقولة مؤلف الكتاب مايكل ج. غلب: «العبقرية تُصنع ولا تخلق مع الإنسان، فقد مُنح الإنسان قدرات لا محدودة للتعلم والإبداع، هكذا صار بمقدورك الكشف عن قدراتك وتنمية إحساسك وحدسك وتحرير مفاهيمك من خلال اتخاذ عبقرية دافنشي مثالاً يحتذي به». وأوضحت أن الكتاب يسعى إلى مساعدة البشر للاستفادة من قدراتهم العقلية لتحقيق أكثر ما كانوا يتصورون أنهم قادرون علي تحقيقه، وذلك من خلال المبادئ السبعة لدافنشي أو المبادئ الأساسية للعبقرية، وأهمها الفضول، أو حب المعرفة، إلى جانب نصائح أخرى يقدمها الكتاب، مثل تدوين الملاحظات على دفتر أو مفكرة كما فعل دافنشي. ويذهب غلب إلى أن باتخاذ دافنشي مثالاً يحتذي، سيكتشف القارئ أساليب جيدة للتعامل مع الحياة، وشيئاً فشيئاً، يصبح قادراً على حل المشكلات والمعضلات، وعلى التفكير الخلاق، والتعبير عن الذات، والاستمتاع بالعالم الذي يحيط به، بالإضافة إلى تحديد الأهداف والتوازن في الحياة، والتناغم بين الجسد والعقل. واعتبرت خلود الجابري أن «كيف تفكر على طريقة ليوناردو دافنشي» يعد بمثابة برنامج دراسي مصغر، أو دورة تدريبية في التنمية البشرية، يمكن للقارئ تطبيقه على ذاته على مدى طويل حتى يحقق الاستفادة الكاملة منه في تطوير ذاته وتنمية قدراته، ومن هنا يكتسب قيمته وأهميته بالنسبة لها ولكل من يسعى إلى النجاح في الحياة وصقل قدراته بجدية.

مشاركة :