أمير القصيم: «الديات» تحولت إلى تجارة والمبالغة فيها ستجلب مشاكل وأزمات اجتماعية ومالية

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم أن المبالغة في الديات أصبحت في الزمن الحالي تجارة يعقد من خلالها الصفقات والمزايدات في مبلغ الدية التي يعفو ويتنازل ذوو القتيل عن حقهم من الدم في القصاص مشيداً بجهود لجنة إصلاح ذات البين بالقصيم في هذا المجال وسعيها في تحقيق التنازل عن الدم في عدد من قضايا القصاص، مبدياً أسفه بأن ظاهرة المبالغة في الديات أصبحت منتشرة في غالب مناطق المملكة، حيث إننا بدأنا نسمع بالأرقام الفلكية بقيمة التنازل عن القصاص. جاء ذلك في كلمة سموه الافتتاحية للجلسة الأسبوعية مع المواطنين، التي أقيمت في قصر التوحيد بمدينة بريدة، وخصصت لمناقشة موضوع المبالغة في الديات، وأثر ذلك على المجتمع ، وأنه منافياً لأوامر الشريعة التي نصت عليها الأحكام في القرآن الكريم والسنة النبوية وأشار أمير القصيم إلى موقف حصل قبل يومين بأنه طُلب من ذوي القاتل مبلغ  يصل إلى ٧٠ مليوناً، مفيداً أن العفو في مثل هذه المواقف، لا يمكن أن يكون من العفو الذي أمر الله به، متحدثاً عن ما تجره وتستجلبه هذه الظاهرة من مشاكل وأزمات اجتماعية ومالية. وقال الأمير فيصل بن مشعل: سنعمل على دراسة هذه الظاهرة وجعل العفو عن طريق لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة، مناشداً القبائل والأسر بمنع هذه الظاهرة التي تدعو إلى الجشع والمتاجرة بدماء الناس، مشدداً على أنه من يفعل ذلك لا يبتغي في العفو وجه الله، وإنما يبحث عن أمور الدنيا، مفيداً أن ذلك لا يرضي الله ولا يرضي قيادتنا الرشيدة، إذ إنه مرفوض من القيادة ومن جميع من يعي خطورة ذلك هذا الأمر، موصياً الجميع بمعاقبة الذي يدعو إلى الإسراف والبذخ والمتاجرة بالدماء وأضاف سموه: للأسف أصبحت المبالغات في دفع الديات منتشرة، حيث دخل فيه أمرٌ زاده سوءاً وهو إثارة العصبية القبلية، ووجود المحسوبيات فيه، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يستجلب غضب الله تعالى، مكرراً مطالبته بتعاون الجميع على محاربة هذه الظاهرة، وأن تأخذ جامعة القصيم ذلك بالحسبان، من خلال التعاون مع اللجنة والتركيز على الجانب التوعوي في خطر المبالغة في الديات. من جانبه، أوضح رئيس المحكمة العامة ببريدة الشيخ إبراهيم الحسني عِظّم العفو الذي بدون عِوضٌ مادي، ذاكراً قصة توسط النبي في العفو وإعتاق رقبة من القصاص بالمال وإحقاق الصلح فيما بينهم، متحدثاً عن فوائد العفو والتعاون على البر والتقوى، لأنه من التخفيف وهو رحمة من الله لنا، مستعرضاً سلبيات رفع قيمة الديات والمتاجرة في الدماء، إذ أنه ينقل صورة سيئة عن المجتمع بأنه جشع وصاحب مادة، وأن هذه المبالغ الطائلة تكون فيها إذلال لذوي القاتل، منادياً إلى وقف هذه المغالاة والتدخل السريع في حل ذلك مقترحاً وضع سقف مُعين ومبلغ محدد للدية يكون من قبل وزارة الداخلية، ويعمم عن طريق إمارات المناطق، ويعاقب من يزود عن ذلك، مذكراً أن الوالي له السلطة في تقييد المباح فيما بين أمين لجنة إصلاح ذات البين بالقصيم راشد الشلاش أن  شريعتنا السمحة تأمُر بالصفح، لأنه من عفى وأصلح فأجره على الله، لافتاً الانتباه إلى أن الله أمر نبيه بالأخذ بالعفو، كما أن الله أمر المؤمنين جميعاً بالعفو والصفح وقد استمع سموه إلى بعض من آراء ومقترحات ومشاركات الحضور في الجلسة، لحل ظاهرة المبالغة في الديات، وبعضاً من الحلول في ذلك، مثل ضرورة إسناد التفاوض في العفو والدية إلى لجنة إصلاح ذات البين، وأهمية تشديد الأحكام في مثل التعدي على الأعراض والممتلكات، وضرورة تكريم كل أسرة أو قبيلة تعفو لوجه الله، وأن يبرز عملهم النبيل والإنساني إعلامياً، ومدى فائدة مراقبة سلوك القتيل في السجن، حيث تقدم له لجنة إصلاح ذات البين بالمنطقة الدعم والتعاون في قضيته، ليكون ذلك دافعاً في تحسين سلوكه. من جهة اخرى استقبل أمير منطقة القصيم في مكتب سموه بمقر الإمارة، السفير الكيني لدى المملكة السيد محمد عبدي محمود الذي يزور منطقة القصيم حالياً. وقد رحب سمو أمير القصيم به، متمنياً له طيب الإقامة في المنطقة، وقد دارت الأحاديث الودية خلال اللقاء حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مشيداً سموه بالعلاقات الوثيقة والراسخة الممتدة عبر التاريخ بين البلدين حضر الاستقبال وكيل إمارة القصيم عبدالعزيز بن عبدالله الحميدان. من جهة ثانية كرم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس إدارة ميدان الملك سعود للفروسية بالمنطقة، في مجلس الاستقبال الرئيسي بمقر الإمارة، الداعمين والرعاة والجهات المساندة لميدان الملك سعود للفروسية بالقصيم، لدورهم في إنجاح الموسم الرياضي المنصرم 1437هـ ونوه سمو أمير القصيم بالجهود المبذولة من قبل الرعاة والداعمين التي أسهمت في تميز هذا الموسم الذي شهده ميدان الملك سعود للفروسية بالمنطقة، مشيداً بتميز الميدان موسماً بعد الآخر، وارتقاء الآداء فيه، لافتاً إلى أهمية استمرار هذه الجهود التي من شأنها تحقيق الهدف المنشود من الميدان في إحياء هذه الرياضة الخيرة من جهته قدم مدير عام ميدان الملك سعود للفروسية بالقصيم بدر بن صالح الوهيبي باسمه واسم جميع الرعاة والداعمين ومنسوبي الميدان, الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة على متابعته وتوجيهه ودعمه اللا محدود، عاداً ذلك دافعاً لهم للاستمرار في مؤازرة الميدان. .. مستقبلاً السفير الكيني لدى المملكة سموه في الجلسة الأسبوعية مع المواطنين

مشاركة :