شابة بنغلادشية تناضل من اجل "كل الفتيات" لتجنيبهن الزواج المبكر

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

باريس (أ ف ب) - تظاهرت رضا راني ساركر التي كانت ستزوج قسرا في الرابعة عشرة، بالنوم للهرب من الباب الخلفي ... ومذاك، ما انفكت هذه الشابة البنغلادشية تناضل من أجل قضيتها لتجنب "جميع فتيات العالم" هذا المصير. وتروي الشابة صاحبة الشعر البني الطويل التي تزور باريس بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الفتيات الذي يحتفى به للمرة الخامسة "كان والدي قد توفي للتو عندما ارادوا تزويجي. نحن خمس شقيقات ولم يكن احد قادر على التكفل بحاجاتي". وقد احتجزت في منزل صهرها بانتظار تزويجها من احد اصدقائه البالغ 21 عاما الا ان رضا تمكنت من الهرب ولجأت الى منزل والدتها التي تصفها بانها "ملاكها الحارس" وهي ايضا زوجت في سن الثانية عشرة. وقد امنت لها والدتها الحماية رغم الانتقادات التي تعرضت لها. وتقول رضا راني وهي طالبة في الحادية والعشرين من العمر اليوم "ادركت اني ساخسر كل شيء في حال زواجي، حريتي وامكانية متابعة دروسي وحياتي". وهي استحالت اليوم ناطقة باسم حملة معارضة للزيجات القسرية اطلقتها منظمة "بلان انترناشونال" غير الحكومية. وتلقى رضا المولودة العام 1995 رعاية من هذه الجمعية منذ سن الثالثة وهي اطلعت باكرا على حقوق الاطفال ومخاطر الزواج المبكر. وتتابع رضا وهي الصغرى بين شقيقاتها اللواتي اجبرت ثلاث منهن على زواج قسري "عندما كنت محتجزة في منزل صهري رحت اتساءل +كيف يمكنني ان اتعرض لهذا انا المدركة للمشكلة والتي ترى معاناة شقيقاتها؟+". وتفيد منظمة اليونيسف ان 15 مليون فتاة في العالم سيزوجن قسرا خلال السنة الراهنة قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة اي واحدة كل اثنتين. ففي النيجر وجمهور افريقيا الوسطى وغينيا وتشاد وبنغلادش حيث الزواج المبكر هو الاكثر انتشارا، تم تزويج 60 % من النساء قبل بلوغهن سن الرشد لاسباب مالية في غالبية الاحيان. ومن دون حصولها على التعليم اللازم لا يمكن للفتاة مساعدة عائلتها ماليا وكلما كانت ظروف العيش صعبة كلما كان ميل الاهل الى تزويجهن اكبر. - "التخلص من الفتيات" - ونتيجة لذلك يتم اخراج الفتيات من المدارس فيعانين العزلة ويقعن اكثر ضحية وفيات في الطفولة او عند الانجاب ويتعرضن اكثر للعنف على ما توضح "بلان انترناشونال". وتقول رضا الناشطة راهنا في جمعية محلية تدافع عن حقوق المرأة والطفل "الاهل لا يتمتعون بالوعي الكافي" مضيفة "الفتيات لديهن احلام وهن يشكلن المستقبل الا ان احدا لا يهتم بهن. ففي بلادي عندما تنجب العائلة فتاة يتم التفكير بالتخلص منها من خلال تزويجها". في بنغلادش، يمنع القانون زواج القاصرات الا ان 73 % من الفتيات يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة واكثر من واحدة من كل اربع فتيات بين سن الثانية عشرة والرابعة عشرة. وتقول الناشطة "لا يطبق القانون" مع ان امرأة تدير البلاد منذ العام 2009. وتؤكد "يضاف الى ذلك الى ان العقوبة خفيفة وهي السجن لشهر واحد مع غرامة قدرها الف تاكا (11 يورو واحد تقريبا)". ويوضح ايفان سافي مدير "بلان انترناشونال فرنسا" ان 114 بلدا (من اصل 193) يفتقر الى قانون يحظر زواج القصر. وتناضل المنظمة غبر الحكومية من اجل ان تعتمد كل الدول نصا يؤكد ان "لا زواج قبل سن الثامنة عشرة مما يجنب ايضا اقتياد فتيات الى وطنهن الام من قبل اهلهن لتزويجهن". وفي سبيل الترويج لهذه الحملة والحديث عن تجربتها غادرت رضا بلدها للمرة الاولى وسافرت الى فرنسا حيث التقت الاثنين وزيرة حقوق المرأة لورانس روسينيول. وتوجهت الاربعاء الى بروكسل حيث ستلقي خطابا امام مسؤولين اوروبيين "وهي مناسبة لطلب المساعدة من الدولة المتطورة" على ما تؤكد. وهي تحولت رمزا وطنيا وقد تلقت سبعة طلبات زواج. الا انها تشكك في امكانية ان تتزوج يوما قائلة "انا امرأة حرة وانا قادرة على اتخاذ القرارات الخاصة بي. انا اشن هذا النضال من اجل الجميع".

مشاركة :