«موسوعة الصحافة».. نقطة آخر السطر

  • 10/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 38 عاماً من الركض اليومي والتحقيقات الميدانية «النارية» والقيادة السلسلة، لوح سليمان بن تركي العصيمي بكفه مودعاً صحيفة «الرياض»، تاركاً خلفه رصيداً ضخماً، ومميزاً من العمل والجهد الجبار في البحث والاستقصاء عن هموم المجتمع والناس، ووضع النقاط على حروف «الاستشكالات» وتوضيحها ببراعة فكره ورشاقة قلمه، وحدسه وحاسته السادسة، مشكلاً لوحة بانورامية لرجل ذاب وذابت فيه الصحافة. ورغم تسلمه رئاسة تحرير «الرياض» لفترة قصيرة، وفي ظل مناخ صعب تعاني منه معظم الصحف والوسائل الإعلامية على مختلف أنواعها، إلا أن العصيمي استطاع أن يُبقي الصحيفة على توهجها التحريري، محافظا على هويتها ومكانتها كصحيفة رائدة. ورغم أنه فضّل الخروج من الباب الكبير، إلا أنه باقٍ في قلوب الكثيرين من زملائه وتلاميذه وعشاق «الرياض» لقناعتهم، لما تركه في أنفسهم من روابط لا تنفصم وصداقات حقيقية وعلاقات مجتمعية راسخة. الحديث عن العصيمي «الصحفي» ذو شجون فعمله في «التحقيقات الميدانية» التابعة لقسم المحليات كان علامة فارقة، فالمؤسسات الإعلامية والصحفية عادة ما تلجأ إلى أمهر الصحفيين لديها وتكليفهم بتلك المهمة الحساسة. كما أن خبراته التي اكتسبها أعانته تماما على أن يصبح «قناصا محترفا» للأخبار المهمة، ومحاورا بارعا مع ضيوفه، زد على ذلك ملكته الأدبية الرصينة التي يصبغ بها مواضيعه لتخرج زاهية إلى القارئ. شخصية العصيمي «الإنسان» تجبرك على أن تحبه.. فهو يتعامل مع الجميع بصدق وشفافية، واضح وصريح ومباشر، إنساني وعملي، صديق صدوق ناصح، وقيادي متواضع. أمضى سنين حياته يعمل في صمت وحب، مع زملائه، في سبيل المساهمة في بناء وعي المجتمع، وتحملوا صعوبة البدايات ورهقها. العصيمي بدأ محررا صغيرا وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرا للتحرير ثم نائبا لرئيس التحرير، ثم تكليفه برئاسة التحرير بعد سلسلة تغييرات شهدتها الصحيفة بدأت باستقالة عرابها تركي السديري، الذي تولى الإشراف العام على التحرير، وطوال هذه المسيرة الغنية، عمل العصيمي لصالح بيئته وفطرته الإنسانية، حتى أصبح موسوعة صحفية تتدارسها الأجيال الصحفية بنهم.

مشاركة :