دبي:الخليج استضافت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مساء أمس الأول، في فندق سانت ريجيس دبي، خلف أحمد الحبتور للحديث عن كتابه الجديد هل مَن يصغي؟، أجرى الحوار الصحفي والكاتب في الهيئة جافين إسلر، بحضور أكثر من مئة شخص من المثقفين والمهتمين وممثلين عن وسائل الإعلام. وتناول الحبتور خلال الحوار عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية الملحة والطارئة في جميع أنحاء العالم. خاصة في الوطن العربي وما تشهده بعض دوله من حروب ونزاعات. وأشار الحبتور إلى أن كتابه يتضمن الكثير من الأفكار والطروحات والمقترحات التي كتبها خلال السنوات العشر الأخيرة التي لو استمع إليها أصحاب القرار والساسة الغربيون، أو العرب لكان بالإمكان تجاوز الكثير من الأزمات التي تعصف ببعض أقطارنا العربية اليوم. كما تحدث الحبتور عن الأهمية الكبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي، ودورها الأساسي في استقرار المنطقة، مشدداً على وحدة هذه الدول سياسياً واقتصادياً، وفي المجالات كافة. لكون هذه الدول هي اليوم الأكثر استقرار ورخاءً في الشرق الأوسط، ويجب عليها أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذا التماسك والرابط العضويين في وجه كل الأخطار التي تحدق بالخليج. و أشار الحبتور إلى جملة من القضايا كان في مقدمتها أزمة اللجوء والمحنة الصعبة التي يعيشها ملايين الناس والأطفال، خاصة في سوريا، لافتاً إلى الدور السلبي للغرب تجاه هذه الأزمات، حيث إنها لم تتحرك بشكل فعال لحل هذه القضايا في كثير من الأحيان، وعلى الرغم من استقبال عدد من الدول الأوروبية للكثير من اللاجئين، وهو أمر جيد، إلا أن التقصير كان على صعيد التحرك السياسي، وختم الحبتور بالقول إنه لابد من تدعيم الجهود والتعاون الجدي والمتكافئ بين الشرق والغرب. تعاون قائم على الاحترام المتبادل، وفي ذلك تتحقق مصلحة الجميع في حياة أكثر رغداً ونمواً في المجالات كافة، وفي أعقاب الحوار وقع الحبتور كتابه للحضور. يقدّم الكتاب خلاصة مقتضبة عما يجري في الشرق الأوسط بسبب السياسات الخارجية الفاشلة، ويسلّط الضوء على الأوضاع في البلدان التي تعمّها الفوضى في المنطقة، ويدلي بنصائح لصنّاع السياسات الخارجية حول كيفية الخروج من المستنقع، حيث ينتقد الحبتور الإدارات الغربية بسبب مساهمتها في تعزيز موقع إيران، وتمكين الجماعات الإرهابية جراء الحرب غير المشروعة في العراق. يُقسَم الكتاب إلى جزأين. يتحدّث الجزء الأول عن إيران عبر التطرق إلى المخاطر التي يتسبّب بها التلاعب الإيراني بالعالم، وإلى السياسة التي تنتهجها إيران في الداخل، واضطهادها للأقليات، فضلاً عن التهديد النووي وخطر التحالفات الجديدة. أما الجزء الثاني فيتحدّث عن العالم العربي بمجمله، والمخاطر الحقيقية والراهنة التي تهدّد بنشر مزيد من الدمار والخراب في المنطقة. ويتطرق هذا الجزء إلى دمار العراق - مهد الحضارة، والإبادة في سوريا التي يدمرها قائدها، وإلى الفقر والنزاع في اليمن، وأعباء المجتمع المتسامح في لبنان. ويتوقف أيضاً عند فلسطين، والسبيل من أجل شق مسارٍ نحو السلام مع إسرائيل، وعند الثورة في مصر والطريق الطويل إلى المعافاة. ويتضمّن الكتاب خطباً ألقاها الحبتور كمتحدث أساسي في أماكن مختلفة حول العالم - بما في ذلك نيويورك، وإلينوي وواشنطن. يقول الحبتور في كتابه: أصبحت بعض الأماكن في الشرق الأوسط أشبه بأرماغيدون، والأمل ضئيل جداً بالخروج من هذا المستنقع الذي تسبّبت به، في رأيي، الإخفاقات الأخلاقية والسياسية الكارثية لقادة العالم الذين ساهموا في تمكين داعش، والإخوان المسلمين، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وميليشياتها، وعملائها، وما شابه من تنظيمات وكيانات... لا شك لدي في أن إخفاقات القادة العالميين ساهمت في تمكين هذه الزمرة المتعصّبة المصمّمة على فرض عهد الإرهاب عبر استخدام الدين غطاءً... وإذا لم تتم المبادرة سريعاً إلى التحرك، أخشى على مستقبلنا جميعاً. كفى جلوساً مكتوفي الأيدي، وترقُّب المعجزات! لم يعد بإمكان العالم العربي التعويل على الغرب. كتب الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في توطئة الكتاب: خلال الأعوام القليلة الماضية، باتت تجمع بيني وبين خلف الحبتور علاقة صداقة شخصية. نتبادل الأفكار حول أحوال العالم، ودور الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة في مواجهة هذه القضايا. نحن متّفقان على أن كوكبنا يواجه تحدّيات هائلة، وعلى أنه غالباً ما يتم تجاهل هذه التهديدات. وفي حين أننا قد لا نتّفق دائماً على الأسلوب الذي يجب اتباعه لرفع هذه التحديات، من الجيد أن نعلم أن الحبتور مستعد للفت الانتباه إلى القضايا الآنية والدعوة إلى التحرك.
مشاركة :