رأى عدد من الخبراء المشاركين في «يوم في الرياض» الذي اختتم أعماله وأنشطته في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك أخيراً، أن تحديات عدة تواجه عملية التنمية المستدامة في مدينة الرياض، مشابهة لتلك التي تواجه مدناً أخرى على مستوى العالم، إلا أن بعضاً منها يعد نادراً ومحصوراً على المدن ذات البيئة الصحراوية الجافة. وتواجه العاصمة تحديات عدة لإنجاز هذا التطور التنموي والحضري بعض منها مناخي وآخر ثقافي وعلى مستوى الموارد والمصادر وندرتها، إلى جانب جودة الهواء. واعتبر مؤسس ورئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن جيمس زغبي أن التحديات التي تواجه الرياض هي نفسها التي تواجه أي مدينة رئيسة حول العالم وهي في كيفية الاستمرار في النمو وبطريقة منظمة تضمن جودة الحياة. من جهته، يقول نائب الرئيس التنفيذي مدير تطوير الأعمال في المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية بات مانسينو، إن التطوير يجري حالياً في الرياض بطريقة منهجية تأخذ في الاعتبار جوانب عدة من خلال التفكير الجيد والتخطيط الشامل والمتطور للغاية. وفي السياق نفسه، يقول مستشار التخطيط ووزير البنية التحتية السابق في ولاية فيكتوريا في أستراليا الدكتور لينزي نيلسون إن التحدي الذي يواجه الرياض وأي مدينة أخرى في المملكة، هو في الفجوة بين سوق الأراضي ومتطلبات السكن، معرباً عن اعتقاده بأن رؤية 2030 أوجدت تحديات وفرص، من هذه التحديات وصول ثلاث مدن سعودية إلى قائمة أفضل 100 مدينة صالحة للعيش على مستوى العالم وهذا تحد كبير يجب الاستجابة له والعمل من أجله. وأوضحت مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) الذي يتشارك مع برنامج «مدن المستقبل السعودية» يمينة جاكتيا، أن «مشاركة الشباب في عملية التنمية الحضرية مسألة مهمة، ليس فقط على مستوى الأنشطة وإنما أيضاً على صعيد التصميم»، مشيرة إلى أن الشباب يمثلون نسبة كبيرة من سكان المملكة: فهم في العادة مبتكرون ورواد ولديهم الكثير من الأفكار الجيدة، ويجيدون استخدام التقينات الحديثة ولديهم الرغبة في بناء مدن ذكية، لذلك فإن الشباب شركاء مهمون». واضافت بالقول: أنه يتماشى مع العناصر الرئيسة الثلاث للتوسع الحضري المستدام، وهي اللوائح والقواعد، والتصميم الحضري، والخطة المالية. ويشير مدير «معهد الاستدامة» في جامعة موناش الاسترالية ديفيد غريغز، إلى وجود تحديات عدة أمام التنمية الحضرية للعاصمة السعودية تتمحور حول جغرافية المدينة، مشيراً إلى أن طقس المدينة يتميز بالحرارة الشديدة والجفاف، لذلك فإن مصادر المياه واحدة من القضايا المهمة، كذلك التغير المناخي ما يعني أن حرارة المدينة سترتفع ويرتفع معها نسبة الجفاف فيها، موضحاً أن خطة تطويرها وتنميتها واعدة على رغم كل هذه التحديات. في هذا السياق، ينفذ حاليا برنامج «الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية» و«الأمانة العامة لتخطيط المدن» في وزارة الشؤون البلدية والقروية، برنامجا لمستقبل المدن السعودية، ويتم تحديد أهدافه ونتائجه المقررة ومخرجاته لتتماشى بالكامل مع الرؤية الجديدة للوزارة، إضافة إلى أهدافها التي تشمل هدف التنمية المستدامة رقم 11 لبرنامج «الموئل»، وهو تحويل المدن إلى مدن شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة. وفي تقرير حديث للبرنامج، اعتبر ان العديد من المدن السعودية تشهد توسعاً حضرياً سريعاً مع تضاعف سكانها، ثلاث مرات تقريباً من 9.32 ملايين في العام 1980 إلى 29.8 مليون في العام 2014.
مشاركة :