أربيل، أنقرة رويترز وصفت الأمم المتحدة جهود الإغاثة التي سترافق معركة طرد «داعش» من الموصل، آخر معاقله الكبيرة في العراق، بأنها من الأكبر والأكثر تعقيداً في العالم. في الوقت نفسه؛ حذَّرت أنقرة من أن أي خطأ في المعركة سيطلق موجة لاجئين جديدة. ولم تستبعد الأمم المتحدة أن تسفر العملية عن تشريد ما يصل إلى مليون شخص فراراً من القتال الذي ربما يُستخدَم فيه المدنيون دروعاً بشرية أو يتعرضون لهجماتٍ بأسلحة كيماوية. وذكرت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية لدى بغداد، ليز جراندي، أن «أسوأ السيناريوهات سيكون طرداً جماعياً لمئات آلاف الأشخاص أو احتجازهم كدروع بشرية». وتستعد قواتٌ عراقيةٌ مدعومةٌ من الولايات المتحدة لعملية الموصل التي طال انتظارها. وربما تكون هذه أكبر معركة يشهدها العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ولاحظ المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن أي خطأ في العملية قد يسفر عن نزوح مئات الآلاف من السكان. وتصاعد مؤخراً الخلاف بين أنقرة وبغداد بشأن من يجب أن يشارك في هجوم الموصل. وأبدى كالين قلقه من مشاركة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني. وصرَّح خلال مؤتمرٍ صحفي «تقلقنا للغاية تقارير عن احتمال مشاركة حزب العمال الكردستاني في عملية الموصل»، معتبراً أن بلاده ليست لديها «أجندة سرية» في العراق، وكانت تفضل حل المشكلات مع بغداد عن طريق الحوار. وتصنِّف أنقرة وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني باعتباره منظمة إرهابية. وقاتل الحزب على مدى 32 عاماً في تمردٍ على الدولة التركية قُتِلَ فيه أكثر من 40 ألف شخص، وتتمركز قيادته في المنطقة الجبلية شمال العراق. والموصل التي يقطنها 1.5 مليون نسمة هي معقل «داعش» في العراق منذ 2014، ومن المتوقع أن تبدأ معركة تحريرها هذا الشهر. وشدَّد كالين «أي خطأ في عملية الموصل لن يقتصر أثره على العراق، بل سيمتد إلى المنطقة بأسرها». ويقوم جنود أتراك بتدريب مقاتلين سنَّة ووحداتٍ من البيشمركة الكردية في معسكر بعشيقة شمالي الموصل، بغرض المشاركة في الهجوم. لكن الحكومة العراقية تعترض على وجودهم وتريد أن تكون قواتها في الطليعة.
مشاركة :