متحف تذكاري يستحضر التاريخ المؤلم للعبودية

  • 10/14/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - يعيد متحف تذكاري افتتح أخيراً في مدينة كاشو بغينيا، التذكير بحقبة استعباد الأفارقة الذين أُرسلوا بالمئات إلى القارة الأميركية ما بين القرنين الـ15 والـ18، في موقع شكل مركزاً رئيساً لتجارة الرقيق في المنطقة. ويقول منسق المتحف التذكاري، كامبرايما الانسو كاساما، وهو عضو في منظمة غير حكومية محلية قائمة على المشروع: "كانت المنتجات المحلية والأوروبية في هذا المبنى تستبدل مباشرةً بالبشر، ولدينا أدلة عدة على ذلك". واستُصلح المبنى الذي أقيم فيه المتحف والعائد إلى قرون عدة ماضية، خلال ثلاثة أعوام على يد مهندسين برتغاليين، حيث كان مقراً لشركة "كاسا غوفيا" الاستعمارية التي كانت تمارس أنواع الأعمال التجارية كافة، ومن ضمنها تجارة الرقيق، إذ يؤكد كالديرا أن "الهدف في اختيار هذا الموقع، هو إظهار أن كاشو كانت أول موقع مارس فيه الأوروبيون صناعة الإتجار بالرقيق العابر للمحيط الأطلسي". وفي قاعة العرض الدائمة، يمكن للزوار الذين يتوافدون بأعداد قليلة حتى اليوم بسبب موسم الأمطار، اكتشاف سلاسل من الخشب والمسامير، كان يُحشر فيها اثنين من العبيد معاً، فيما يقدم وعاء صدئ ضخم لمحة عن ظروف حياتهم في الساحة الخارجية. ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى وضع غينيا بيساو على خريطة السياحة التذكارية، مثل جزيرة غوريه في السنغال، وهي محطة إلزامية لرؤساء الدول خلال زياراتهم الرسمية، ولكثيرين من الأميركيين الأفارقة الباحثين عن جذورهم. ويقول المسؤول في "دار العبيد" في غوريه: "نحن نتماشى جيداً مع مشروع اليونسكو، طريق العبد، والذي يهدف إلى ربط المواقع المتصلة بتجارة الرقيق"، مضيفاً أن ما يتم سرده من تاريخ في المتحف، يجب أن يقدم في أماكن أخرى تضم مواقع تذكارية". وأكد المسؤول عن المحفوظات في مؤسسة "ماريو سواريس" الشريكة في المشروع، الفريدو كالديرا، أن المتحف الذي بلغت كلفة إنشائه حوالى 580 ألف يورو بتمويل نسبته 90 في المئة من الاتحاد الأوروبي، يلعب دوراً سياحياً مهماً، مضيفاً أن "الهدف الأساسي للمتحف يكمن في السماح للشعوب باستعادة ذاكرتها وكرامتها"، إضافةً إلى الفضل الذي يعود أيضاً إلى أحفاد مهاجرين من غينيا بيساو، متعطشين لاكتشاف جذورهم، في إحياء هذه الذاكرة المطموسة زمناً طويلاً. ونشأت فكرة المتحف التذكاري العام 2010 خلال الدورة الأولى من مهرجان "كيلومبولا"، نسبة إلى المجموعات التي تشكلت في البرازيل من جانب عبيد هاربين، إذ إن أشخاصاً من البرازيل وجزر الأنتيل قصدوا أرض أجدادهم، بعدما حددوا أصلهم بفضل اختبارات الحمض النووي. ولا يزال تاريخ العبودية غائباً عن المناهج الدراسية في غينيا بيساو، بينما يأمل السكان في أن يتيح المتحف للسياح اكتشاف الماضي الاستعماري المؤلم للبلد.

مشاركة :