متلازمة يوم الغفران.. إسرائيل في ذروة الكبرياء والنشوة

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تصور إسرائيل عام 2016 يذكر بذلك الذي كان عام 1973: العرب أقل أهمية، وهذا هو العالم الآن. في كل مرة يرتفع فيها مد المسيحانية والتطرف في إسرائيل، ويسود شعور الغطرسة والنشوة الكبرياء، ينتهي ذلك بالخراب. نأمل ألا تكون هذه المرة كذلك. نحن عشية يوم الغفران، عند أبناء جيلي، هذا التوقيت يبعث القشعريرة بشكل تلقائي. كثير منا لم يكونوا هنا يوم الغفران 1973، أو لم يدافعوا عن رأيهم حتى الآن. كثير آخرون نسوا. شعور غريب من الـ «ديجافو» (وهم سبق الرؤية). حينذاك أيضا كنا واثقين من أنفسنا. شرم الشيخ من دون سلام أفضل من سلام من دون شرم الشيخ. العرب ليسوا قادرين. الإمبراطورية الإسرائيلية تسحق أي تهديد. لا حاجة لتعبئة الاحتياط، النظاميون يفون بالغرض. السلاح الجوي يطيح بهم قبل أن يعرفوا ماذا يحدث وإلخ.. إلخ، كان تصورا انهار بصوت صاخب وأدى تقريبا إلى خراب الهيكل الثالث (بالإضافة إلى أكثر من 2800 قتيل). اليوم التصور مماثل. العرب أقل أهمية. هذا هو العالم الآن. بيبي (بنيامين نتنياهو) أنزل أوباما على ركبتيه، ودفعه للجنون وأخرج له لسانه وأمضى ثماني سنوات من دون أن يتنازل عن شيء. بالعكس ارتفع عدد المستوطنين في المجتمعات المعزولة بعشرات الآلاف، والوضع في غزة سرعان ما يصبح لا رجعة فيه. ليس مهما ما يقوله الأغيار، المهم ما يفعله اليهود وإلخ. كما لو أننا شاهدنا هذا الفيلم من قبل. كل ما هو مطلوب منا أن نكون بشرا، ونتصرف كمتحضرين ونثبت أنه عندما نصرح بإحدى اليدين عن التزامنا بحل الدولتين لا ننسفه باليد الأخرى. إسرائيل العاقلة يجب أن تأخذ زمام المبادرة وتعلن عن تجميد البناء خلف الجدار العازل أو خارج الكتل الاستيطانية. كان ينبغي عليها أن تطرح سلسلة من خطوات بناء الثقة الجاهزة للتطبيق على الأرض. بدلا من ذلك لا يزال نتنياهو يخدع العالم بمهارة فائقة، وبعد ذلك يتساءل لماذا لا يوجد أحد من الهند وحتى إثيوبيا يصدق كلمة واحدة تخرج من فمه. تصرح وزارة الخارجية عن التزام إسرائيل بحل الدولتين، ونائبة وزير الخارجية تسفي حوطوفلي (من حزب السلطة) ترفضه بكلتا يديها. ولم نتحدث بعد عن بينيت وشاكيد وسموتريتش. الأمر هو أننا بعد كل هذا مقتنعون بأنه سيكون ممكنا أن نركب على هذا الحمار لننتصر. هم سوف يواصلون تصديقنا وقبولنا وتمويلنا وفرض الفيتو لصالحنا. إن كل الثرثارين الذين يزعمون أن أميركا لا صلة لها كانوا سيضطرون إلى تحويل لوحات مفاتيحهم إلى سيوف لولا المساعدة العسكرية الأميركية التي تقيم الجهاز الأمني على رجليه وتحافظ على قوة إسرائيل في المنطقة. كل سليطي الألسنة من هضاب السامرة الذين يؤذون أوباما بمرح، ما كانوا يبقون هناك نصف ساعة لولا الفيتو الأميركي الآلي في مجلس الأمن الذي يمنع العالم من الإعلان أن المستوطنات غير شرعية والبدء في إجراء عقوبات تجعل منا جنوب إفريقيا. والآن عندما يبذل أوباما جهودا مضنية ويرتبك في اتخاذ إجراء تاريخي يغير الواقع في الشرق الأوسط الدامي، نصل نحن إلى ذروة الكبرياء، والنشوة والغطرسة كما لو كانت إسرائيل قوة عالمية عظمى وأن الولايات المتحدة تعتمد على مائدتها وتتمتع بالفتات الذي تتكرم بإلقائه حولها. ولا يوجد عاقل مسؤول يصل إلى الجماعة المتحمسة ويبين لها كيف أنه في كل مرة تزداد جرعة المسيحانية والتطرف داخل إسرائيل، يأتي الخراب. في كل مرة يعلو مستوى هؤلاء الذين يعتمدون على «خلاص الرب كطرفة عين» بدلا منهم على الجيش، وعلى المعجزات بدلا من السياسة المسؤولة والقيادة الحكيمة، ينتهي ذلك بسوء. الإحصاءات عادة لا تكذب. نأمل هذه المرة أن تفعل.;

مشاركة :