العنزي: الضحك عند «الجاحظ» مشروع فني وفكري ورؤية للإنسان

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر الباحث قالط حجي العنزي أن الأديب العربي «الحاحظ» يمثل بكتابه «البخلاء» أحد أطراف الصراع الاجتماعي ضد البخل، معتبرًا أن كتاب «البخلاء» لا يمكن أن يكون ترفًا فكريًا خالصًا، ونتاجًا لعوامل ذاتية صرفة، لا غاية لها إلا غاية أدبية جمالية مجردة، مرتئيًا وجوب النظر إلى أدبية الكتاب ذاتها بوصفها أحد العلامات الأكثر دلالةً على سمته الوظائفية والتاريخية. «البخلاء» يمثل لحظة حاسمة في تاريخ الكتابة العربية أدبية الكتاب دلالةً على سمته الوظائفية والتاريخية الجاحظ كسر أفق التوقع بأنماط خطابية متجددة جاء ذلك في الأمسية التي نظمها النادي الأدبي بالحدود الشمالية يوم الأول من أمس بعنوان «فن الإضحاك في بخلاء الجاحظ، مقاربة تداولية»، حيث أبان العنزي أن الجاحظ في فن الإضحاك ينطلق من نظريته في البيان والبلاغة التي من مقتضياتها رسم المنفعة في صلب كل إنجاز لغوي مهما كان نوعه وجنسه، وربط الجميل بالنافع وتقديم سياسة القول على القول، وقد لخص الجاحظ كل هذا في قوله: «سياسة البلاغة أشد من البلاغة، كما أن التوقي على الدواء أشد من الدواء». ورأى العنزي أن كتاب «البخلاء» يمثل لحظة حاسمة في تاريخ الكتابة العربية، كونه حول الضحك الشعبي إلى شكل أدبي، فكان «الإضحاك» أحد الأسلحة الأدبية التي أشهرها ضد البخل والبخلاء، فبتسمية هؤلاء بالبخلاء وبعنونة الكتاب بهذا الاسم انضم إلى صف أعدائهم مع علمه أنهم يأنفون هذا الاسم ويستنكفون منه ويسمون أنفسهم بالمصلحين والمقتصدين. وتطرق «قالط» إلى جهود الجاحظ التي لم تقف في ميدان الضحك عند سرد النكت والنوادر والتوسل بالهزل والفكاهة بل حاول أن يترك منظومة نظرية وضح فيها الدور الاجتماعي للإضحاك ووظيفته التعليمية والمعرفية وشروطه التداولية والإبلاغية؛ مؤكدًا أن الضحك عند الجاحظ مشروع فني وفكري ورؤية للإنسان. وإستراتيجية الإضحاك عند الجاحظ، تنهض بالضرورة على مفاجأة السامع بأنماط خطابية متجددة وكسر أفق توقعه وانتظاره فعلى قدر رغبة السامع في الإضحاك وموقعه من الإطراب وفهمه للعلامة اللغوية، تصاغ نادرة الإضحاك عند الجاحظ. فالجاحظ يحتل موقع المؤسس لهذا الفن المعلن انتقاله من نصوص عابرة عن البخلاء وحيلهم همها الإحالة المرجعية وغايتها الإخبار إلى أخبار أدبية قوامها التخييل والتصرف ومقصدها إثارة المتلقي وتملك إعجابه. بعد ذلك أسهب في موضوع أمسيته بأسلوب رائع نال استحسان الجمهور، أعقبتها المداخلات التي أثرت موضوع الأمسية.

مشاركة :