أبوظبي: رند حوشان يُعدكتاب رمسة أول كتاب باللغة العربية الفصحى الحديثة لتعليم اللهجة الإماراتية، الأول من نوعه على مستوى الدولة، الذي يتم تدريسه في جامعة نيويورك أبوظبي من خلال البرنامج التأسيسي لدراسة اللغة العربية برنامج يناير المكثف، الذي يتكون من 3 إلى 6 مستويات تتيح لهؤلاء الطلبة دراسة اللهجة العامية الإماراتية، كما أنه يتيح للطلبة الأجانب التعرف إلى الثقافة المحلية ويكسبهم مهارة التواصل مع الأفراد داخل الدولة، ويتم خلاله الربط ما بين اللغة العربية، وثقافتها، وقواعدها. استطاع الطلاب من خلال كتاب رمسة الانخراط في المجتمع المحلي في برنامج يناير المكثف في مدينة العين، للقيام بعمل مشاريع ذات علاقة بمتطلبات المساق، ودفع هذا النوع من الأنشطة اللاصفية، كزيارة الواحات المحلية في مدينة العين، والاستمتاع بمشاهدة الرقص الشعبي الإماراتي، وفرق الرقص المحلية في مركز القطارة للفنون، وورشة في الخط العربي، وورشة التعرف إلى أعمار المقتنيات الأثرية في معامل متحف العين، ويوم كامل وقضاء نصف يوم في متحف المدينة، وتدريس فصل لثلاث ساعات هناك، الطلاب للانغماس بالثقافة المحلية والتحدث بالرمسة الإماراتية، مما ساهم في تحسين مستوى الفهم الثقافي، ومهارة الكلام، والاستماع يوماً تلو الآخر، حيث أصبح ذلك جلياً أن يستخدم الطلاب وبشكل عملي ما درسوه من مفردات وتعابير وأمثال في الكتاب في محادثاتهم اليومية، مما رسخ لديهم فعالية المادة المدروسة وحفزتهم أكثر للتفاعل بشكل أكبر في المجتمع المحلي. كتاب وتم إطلاق رمسة، في صيف 2015، وتم نشره عن طريق دار النشر الإماراتية كُتّاب، إذ إن جامعة نيويورك أبوظبي تهتم بشكل أساسي بتدريس الفصحى للطلاب وكل طالب يرغب في دراسة أي عامية مطروحة في أي فصل دراسي؛ كالشامية أو المصرية أو الإماراتية، أن يكون قد درس الفصحى سنة ونصف سنة على الأقل أي ما يعادل ثلاثة فصول دراسية أو أكثر، فدارسو اللغة العربية الذين يعيشون في الإمارات يواجهون تحديات كبيرة في ممارسة ما درسوه بشكل فاعل، وذلك بسبب أن الناس هنا كحال باقي الدول في الشرق الأوسط لا يستخدمون الفصحى كلغة تداول يومي، بل يتعدى الأمر إلى استخدام اللغة الإنجليزية بشكل شائع خصوصاً في بعض مدنها الكبيرة بالذات بين الأجيال الصاعدة. وقال ناصر إسليم أستاذ اللغة العربية في جامعة نيويورك أبوظبي، قبل التحاقه بالجامعة، أوحى له بفكرة الكتاب الدكتور خليل مدير برنامج اللغة العربية، وبدأ التفكير في تطوير منهج دراسي يركز بشكل فريد على اللهجة الإماراتية والثقافة المحلية، وقام بتصميم برنامج يناير المكثف في مدينة العين، مشيراً إلى أن تطبيق البرنامج في البداية واجه العديد من التحديات، أهمها: إيجاد مادة متكاملة تتضمن كافة العناصر المتعلقة باللهجة المحلية العامية والعادات والتقاليد. وأضاف إسليم، بالنظر إلى ما يتوفر من كتب في الإمارات فإنه لا يوجد أي كتاب متكامل يهتم بتدريس اللهجة الإماراتية للناطقين بغيرها، حيث إن ما يوجد لا يتعدى بعض الكتب التي تحتوي على مفردات وتعبيرات، أو قواميس أو كتب للأمثال الشعبية، وبعض بحوث طلابية، فكان من الجدير القيام بمشروع خلق مادة تدرّس لطلاب الجامعة الذين يدرسون المساق في مدينة العين والذي يعتبر أول منتج على مستوى الإمارات يدرس لطلاب الجامعة، كما أنه يناسب الوافدين الأجانب العاملين داخل الدولة والدارسين للرمسة الإماراتية داخل برامج مراكز اللغة والثقافة الخاصة، آملين أن يقود تدريس هذا المساق إلى إنشاء مركز دائم لتدريس اللغة والثقافة في أبوظبي، والذي بدوره يمكن أن يجتذب الراغبين بهذا المجال من شتى بقاع الأرض. مكونات ثقافية وأكد، أن فكرة المنهاج بمكوناته اللغوية والثقافية، بزغت بسبب زيادة الاهتمام بمنطقة الخليج لعدة أسباب، مما أدى إلى زيادة الحاجة إلى تعلم اللهجات المحلية وثقافة تلك المنطقة، حيث إن البرنامج المكثف الذي يدرَّس فيه كتاب رمسة يبدأ في أول يناير/ كانون الثاني ويستمر إلى آخره لمدة 3 أسابيع، فهو يتميز بتركيزه على غمس الطلاب في أجواء لغوية وثقافية ثرية وهادفة، ويتصف بعناصر مشوقة ومريحة للطالب وبجديته المطلقة من يوم إلى آخر. كما أن الطلبة خلال البرنامج يقومون بتوقيع تعهد بالكلام بالعربية والرمسة الإماراتية منذ أن تطأ أقدامهم حافلة السفر خروجاً من أبوظبي حتى الرجوع إليها آخر يوم في البرنامج، وهذا التعهد التعليمي لا يسمح لهم بالكلام بأي لغة غير الرمسة الإماراتية مع العلم أننا نستثني ذلك في أول أسبوع فقط لاعتماد الطلاب المزج بين الفصحى والرمسة فقط، ويعلق كل طالب بطاقة مكتوباً عليها كلمني باللهجة الإماراتية من أول يوم. أجواء ثقافية يدرس الطلاب الكثير عن الرمسة الإماراتية في أجواء ثقافية فريدة من نوعها بمدينة العين التي تجسد بيئة ملائمة للطلاب ليعيشوا تجربة التواصل اللغوي والثقافي، فمن خلال دراسة اللهجة أربع ساعات يومياً من كتاب رمسة في مركز القطارة للفنون والأنشطة الثقافية اليومية الملازمة للمساق، والإقامة الدائمة على طول فترة تدريس المساق مع أسر إماراتية، وبالإضافة إلى خلق قنوات اتصال ومقابلات مع أفراد المجتمع المحلي، فإن الطالب سيكون بمقدوره أن يتعلم اللهجة من خلال الاندماج في بيئة طبيعية ويتفاعل مباشرة مع متحدثي الرمسة يومياً وبفترة قصيرة. وتم خلق بيئات تعليم قوية للطلاب لممارسة لغتهم بشكل موجز، لتوسيع فهمهم إلى كيفية العيش بشكل كامل باللغة العربية، والوقوع في الحب مع الثقافة المحلية، حيث إن مقومات نجاح مثل هذا البرنامج، هو استعداد الطلاب الكبير للتخلي عن القليل من استقلالهم اليومي والالتزام الكامل لعيش تجربة عميقة في الثقافة العربية.
مشاركة :