في تطور جديد بمنطقة جنوب آسيا، تمكن المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى واشنطن، مشاهد حسين سيد، من تهدئة التوتر الهندي-الباكستاني فجأة، بعد موجة من حدة التصريحات التي ألقت بظلالها على كلا البلدين، وأججتها قضية ولاية كشمير وجمو المتنازع عليها. وقالت مصادر، إن مشاهد حسين التقى خلال الزيارة بعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، وأعضاء في الكونجرس، ومجلس النواب، إضافة إلى ممثلين عن المؤسسات البحثية، الأمر الذي رآه مراقبون إشارة مهمة ولافتة في علاقة البلدين، وذلك بعد توتر العلاقات، على خلفية مطالبة أعضاء في الكونجرس الأميركي بإدراج باكستان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب. فرصة ثمينة طرح مشاهد حسين في واشنطن فكرة تشكيل تحالف جديد باسم "تحالف جنوب آسيا"، يجمع باكستان والصين الشعبية وجمهوريات آسيا الوسطى، ودول رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي "سارك"، كما اقترحت إسلام أباد على واشنطن الانضمام إلى هذا التحالف، الأمر الذي وجدت فيه الأخيرة فرصة لتكون جزءا في منظومة دولية معادية ومناهضة لروسيا الاتحادية، خصوصا في مناطق إستراتيجية قريبة من الثروات الطبيعية كالنفظ والغاز في منطقة القوقاز التي تثير لعاب القوى العظمى، بدلا من دعم الحركات الانفصالية في إقليم بلوشستان. حليف قوي يرى مراقبون أنه نظرا للتحالف العلني بين الهند وإيران وأفغانستان، والذي باركته واشنطن، فإن نيودلهي لن تجرؤ على معارضة الإدارة الأميركية إذا قررت واشنطن الانضمام للتحالف، الأمر الذي يعني مضي مشروع رواق الطاقة الصيني-الباكستاني قدما للأمام، خصوصا بعد معارضة هندية وأميركية شديدة له في البداية، مشيرين إلى أن التهدئة بين نيودلهي وإسلام أباد في ولاية جمو وكشمير، ما هي إلا دليل على ذلك التوافق، إضافة إلى عزم رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي حضوره مؤتمر قمة سارك المزمع عقدها في إسلام أباد في نوفمبر القادم، وبذلك أثبتت باكستان أنها لاعب إقليمي ودولي لا يمكن الاستغناء عنه في منطقة جنوب آسيا.
مشاركة :