جاء تأهل المنتخب البحريني ثانياً عن المجموعة الأولى إلى الدور نصف النهائي لينقذ الدورة من الفراغ الجماهيري في الأدوار الحاسمة من البطولة فيما لو فشلت في بلوغ هذا الدور، وأثبت مدرب البحرين الأرجنتيني كالديرون أنه مدرب من طراز رفيع عندما قاد فريقه لتجاوز المنتخب القطري بأداء يستحق الإشادة، وفي المقابل أثبت مدرب «العنابي» البرازيلي أتوري أنه لا يمكن أن يسير بمنتخب قطر إلى مراحل متقدمة وأنه الرجل غير المناسب للوصول بقطر إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل. ولم يتأخر المنتخب الاماراتي عن التأهل للدور ذاته عندما واصل عروضه المميزة جداً بقيادة مدربه الوطني مهدي علي ولاعب وسطه «الجوهرة» عمر عبدالرحمن (عموري)، وبلغ «الفارس الأبيض» الدور نصف النهائي بعلامة كاملة تسع نقاط جمعها من ثلاث مباريات فاز بها جميعا، قارناً الفوز بعروض لافتة ولاعبين شبان، أثبتوا حسن تخطيط الاتحاد الإماراتي الذي جهز فريقاً من الناشئين إلى أن وصل بهم إلى الفريق الأول، والتجربة الإماراتية ليست صعبة الطبخة كما يقولون لكنها احتاجت لحسن التخطيط، والصبر وعدم استعجال النتائج والتشجيع لهذه المواهب وقبل هذا وذاك الإخلاص في العمل وعدم تقديم الوعود المعسولة والأعذار الواهية. الإماراتيون يعملون بصمت وغيرهم لا يترك وسيلة إعلامية سواء مشاهدة أو مسموعة إلا ويظهر فيها مقدما نتائج عمله القصير، معتبراً أنه الوحيد الذي يعمل في هذا المجال، أذكر في مونديال 2006 في ألمانيا، تم استدعاء الإعلاميين للقاء الأمير نواف بن فيصل بعد الخسارة من أوكرانيا 4-صفر، وأعلن ألأمير نواف أنه سيبدأ التخطيط لإنشاء أكاديميات لكرة القدم لتخريج الناشئين، وسترى هذه الأكاديميات النور خلال مدة أقصاها عام واحد، ونحن الآن وبعد مرور ما يقارب سبع سنوات نتساءل أين تلك الوعود؟ وهل تم تنفيذها على أرض الواقع أم أن الأمر لا يتعدى امتصاص صدمة الخسارة الكبيرة في تلك الكبيرة آنذاك. كم نحن بحاجة إلى التخطيط الإماراتي لهذا الفريق، وتطبيق هذه التجربة بحذافيرها عند التخطيط لأي منتخب من منتخباتنا، وليس عيباً الاستفادة من التجارب الإقليمية، وليس شرطاً أن تقتصر استفادتنا على التجارب العالمية التي اثبت بعضها فشلها، فالتجربة الانجليزية مثلاً فشلت في إعداد الفرق السنية لمنتخبات انجلترا، ولم نعد نشاهد لاعبين انجليز يضرب بهم المثل، وسرقت دول أخرى الأضواء من دولة مهد كرة القدم.
مشاركة :