قالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية إن الإدارة الأميركية ستمنع مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في عملية تحرير الموصل من يد تنظيم داعش الإرهابي. وأضافت المصادر أن واشنطن أخذت التحذيرات التركية حول مخاطر مشاركة الميليشيات الشيعية في الحملة العسكرية على مدينة الموصل على محمل الجد، وأنها ستمنعها من المشاركة في العملية المرتقبة. وأبلغت أنقرة التي تدعم مشاركة العناصر العربية السنية التي قامت بتدريبها في معسكر بعشيقة، وكذلك قوات البيشمركة التابعة لكردستان العراق، في عملية الموصل، واشنطن بأن دخول الحشد الشعبي إلى الموصل يعني بدء حرب مذهبية قد تطول لعشرات السنين، وأن ذلك يعني انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة لفترات طويلة. واعتبرت المصادر التركية أن الحملة العسكرية الكبيرة على المدينة العراقية لتخليصها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي لم تبدأ فعليًا، وأن بدء المدفعية الأميركية باستهداف بعض المناطق المحيطة بالموصل، عبارة عن محاولة لتضييق الخناق على التنظيم، وإجباره على تقليص المساحات التي يسيطر عليها. وتتمسك حكومة بغداد بعدم السماح للقوات التركية المتمركزة في معسكر بعشيقة بالمشاركة في الحملة العسكرية على الموصل. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن العراق لا يمكنه بمفرده طرد تنظيم داعش من الموصل، وإن وجود القوات التركية في بعشيقة هو ضمان ضد أي هجمات على تركيا. وأضاف إردوغان، متحدثا في لقاء مع أساتذة الجامعة في مينة ريزة مال، شرق البلاد، مساء السبت: «لن نترك الموصل في أيدي (داعش) أو أي منظمة إرهابية أخرى. يقولون إنه لا بد من موافقة الحكومة المركزية العراقية على هذا، لكن الحكومة المركزية العراقية (...) يجب أن تعالج مشكلاتها الخاصة أولا. ارجعوا إلى التاريخ، من كان موجودا في الموصل؟ نحن كنا هناك.. لماذا تركتم تنظيم داعش يدخل العراق؟ لماذا تركتموه يدخل الموصل؟ لقد كان على وشك أن يأتي لبغداد، فأين أنت يا حكومة العراق المركزية؟». وتخشى تركيا من أن تؤدي الاستعانة بالميليشيات الشيعية لاستعادة الموصل في تأجيج الاضطرابات العرقية، وإلى موجة نزوح جماعية. ويدرب جنود أتراك مقاتلين سنة ووحدات البشمركة المتحالفة معهم في معسكر بعشيقة، بشمال العراق، قرب الموصل، ويريدون اشتراكهم في العملية، وتعترض بغداد على الوجود العسكري التركي هناك، وتعتبره احتلالا. وقالت مصادر عسكرية، أمس (الأحد)، إن القوات التركية قتلت خلال 10 أشهر 690 إرهابيًا، ودمرت أكثر من 500 مبنى وموقع لتنظيم داعش الإرهابي، شمال الموصل. وذكرت المصادر العسكرية التركية أن القوات المسلحة قصفت منذ 17 ديسمبر (كانون الأول) 2015، بالمدفعية مواقع لـ«داعش»، شمال الموصل بنحو 3 آلاف و537، والدبابات بألف و128، والمدرعات المصفحة بـ870، وقذائف الهاون بألف و285 قذيفة. وإلى جانب القتلى الـ690، أسفر القصف عن تدمير 555 مبنى وملجأ، و106 عربات، و34 منصة صواريخ كاتيوشا، ودبابة واحدة، و5 مدافع، وعدد من راجمات الصواريخ و11 دوشكا. وأشارت إلى أن أهداف «داعش» بمحيط مدينة الموصل تتعرض لأول مرة لقصف جوي وبري من قبل الولايات المتحدة ودول أعضاء في التحالف الدولي، موضحة أن هذا القصف يعتبر مرحلة تمهيد للعملية الكبيرة المرتقبة لتحرير المدينة، موضحة أن ذلك يسمى في الاصطلاح العسكري بـ«النيران التمهيدية»، بهدف كسر مقاومة العدو، وتسهيل العملية التي ستنفذها العناصر الصديقة. تجدر الإشارة إلى أن تركيا بدأت تدريب متطوعين من سكان الموصل في معسكر بعشيقة الذي يبعد 12 كلم شمال المدينة، نهاية 2014، وتلقى الآلاف من الأهالي تدريبات عسكرية على يد 600 عسكري تركي حتى اليوم. ومنذ مايو (أيار) الماضي، تدفع بغداد بحشود عسكرية قرب الموصل التي يسيطر عليها «داعش» منذ يونيو (حزيران) 2014، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم الإرهابي، وتقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة قبل حلول نهاية العام الحالي. وجدد البرلمان التركي أخيرا تفويضه للحكومة بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، من أجل التصدي لأية تهديدات محتملة قد تتعرض لها البلاد من أية تنظيمات إرهابية، وهو ما رفضته بغداد.
مشاركة :