طلال الرميضي: الكويت ستستعيد ريادتها الثقافية بقلم: صالح البيضاني

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أمين عام رابطة الأدباء الكويتية، أحد أبرز الأدباء والمثقفين الذين يضطلعون بدور بارز في المشهد الثقافي الكويتي. العرب كان لها هذا الحوار مع الباحث حول واقع الثقافة الكويتية وأبرز محطات تجربته. العربصالح البيضاني [نُشرفي2016/10/17، العدد: 10427، ص(15)] لم تستعد الثقافة الكويتية عافيتها بشكل كامل قدم الباحث الكويتي طلال الرميضي على مدى تجربته العديد من الدراسات في التأريخ والأدب الكويتي وبدايات الثقافة في الكويت، حيث صدر له عدد من المؤلفات من بينها كتاب “شخصيات من تاريخ الكويت”، الذي يتناول فيه شخصيات ثقافية كويتية لم تصل إليها أقلام المؤرخين بشكل لائق، مثل هاشم الرفاعي أول كويتي يكتب مذكرات تاريخية في عام 1938، وعبدالمنعم السالم أول وكيل مطبوعات كويتي، وكذلك يتحدث فيه عن أول كتاب منع في تاريخ الكويت. وللرميضي كتاب بعنوان “الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية” وهو كتاب يتناول المعلومات الموجودة في الأرشيفات العثمانية، وقد حصل الكتاب على جائزة الدولة التشجيعية كأفضل كتاب تاريخي عام 2010، كما قدم الرميضي كتابا آخر بعنوان ”أعلام الغوص عند العوازم خلال قرن” يدرس فيه مهنة كويتية قديمة وهي مهنة البحث عن اللؤلؤ في مغاصات الخليج ويتضمن الكتاب معلومات وقصائد قديمة نقلها عن كبار السن، كما أن الرميضي حقق وجمع ديوان رجاوي للشاعر الكويتي رجاء بن فزير، إضافة إلى جمعه وتقديمه لديوان آخر للشاعر الكويتي سعود الغريب، وغير ذلك من الإسهامات البارزة التي تنمّ عن جهد حقيقي في تتبع تاريخ الأدب والمجتمع الكويتيين. تراجع ثقافي في حديثه لـ”العرب” يسلط الرميضي الضوء على واقع المشهد الثقافي الأدبي في الكويت اليوم قائلا “كانت الكويت رائدة في الخمسينات ومطلع القرن العشرين في المجال الثقافي على مستوى الخليج العربي، وكانت هناك الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي منحت الكويت فرصة الصدارة الثقافية من بينها أسبقيتها في تأسيس العديد من المؤسسات الأدبية ومن أبرزها تأسيس النادي الأدبي عام 1924، والذي يعتبر من أقدم المراكز الثقافية في منطقة الخليج العربي. ولقد شهدت تلك الفترة وما تلاها تأسيس الكثير من الدواوين والمجالس والأمسيات الثقافية والشعرية، واستضافت العديد من أعلام الفكر والثقافة العربية، وفي فترة الخمسينات كما هو معروف من مشاهدة الكثير من المنجزات الثقافية قدّمت الكويت إلى العرب مجلة العربي عام 1958، وظهرت الكثير من المطبوعات الأدبية واستمرّ هذا الحراك الثقافي في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ولكن بعد التطوّرات السياسية في عام 1990 تأخرت الكويت، لكن في السنوات الأخيرة عمدت رابطة الأدباء إلى تقديم مشاريع ثقافية قابلة للتنفيذ وفق خطط قصيرة المدى”. الكويت تأخرت عن الركب الثقافي مقارنة بدول الجوار، ولكنها في السنوات الأخيرة استعادت عافيتها من خلال جهود مثقفيها ويرى الرميضي أن آثار غزو الكويت استمرت لفترة طويلة وحتى اليوم، حيث لم تستعد الثقافة الكويتية عافيتها بشكل كامل وهو الأمر الذي تسبب في ظهور دول عربية أخرى أخذت بزمام الريادة الثقافية في الخليج على وجه الخصوص، مضيفا “الكويت تراجعت أمام النشاط في دول أخرى ونذكر على سبيل المثال النهضة الأدبية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضا هناك نشاط كبير في قطر على سبيل المثال مؤسسة الحي الثقافي كتارا، إضافة إلى الكثير من الأنشطة الثقافية المهمة في البحرين وعمان، وكذلك الحال في المملكة العربية السعودية التي باتت من أكثر الدول العربية نشاطا وتميّزا في المطبوعات والشؤون الثقافية والأدبية”. ويتابع طلال الرميضي “لذلك نقول إن الكويت تأخرت في الركب الثقافي مقارنة بدول الجوار، ولكنها في السنوات الأخيرة استعادت عافيتها، فهناك جهود مثمرة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمؤسسات الثقافية الخاصة، كدار سعاد الصباح ومؤسسة عبدالعزيز البابطين للشعر الفصيح، وأيضا الجهود المبذولة من رابطة الأدباء والمثقفين الكويتيين، ولا شك أن التعاون والتكاتف بين هذه المؤسسات في الكويت خلقا جوّا مميزا للثقافة أتاح للكثير من المواهب الشبابية الظهور في الساحة الأدبية وفي الإعلام بشكل إيجابي، ويمكن أن نذكر الكاتب سعود السنعوسي وحصوله على جائزة البوكر عن روايته ساق البامبو”. شخصيات ثقافية كويتية لم تصل إليها أقلام المؤرخين بشكل لائق جيل واعد وبالحديث عن الروائي الكويتي سعود السنعوسي، يقول الرميضي في رده على سؤال حول ما إذا كان السنعوسي يمثل ظاهرة في الرواية الكويتية “سعود السنعوسي يمثل جيلا واعدا من الشباب، فنحن لدينا أقلام جميلة في القصة القصيرة مثل باسمة العنزي وفي الرواية سعداء الدعاس والشعر عبدالله الفيلكاوي وسالم الرميضي وطلال الخضر وندى الأحمد والكثير من الأسماء المتألقة، التي ظهرت وأبدعت في السنوات الأخيرة وكان لها حضور جميل في داخل وخارج الكويت من خلال إبداعاتها، وأيضا الشيء بالشيء يذكر ففي رابطة الأدباء يوجد ملتقى ثقافي تابع للرابطة يسمى منتدى المبدعين، وهو خاص بالشباب ذوي المواهب الأدبية من سن الـ13 إلى سن الـ30، ويعقد جلساته أسبوعيا في مقر الرابطة مساء كل اثنين، حيث تتم قراءة نص أدبي من إبداع هذه المواهب، ومن ثم تتم مناقشة حول هذا النص سواء كان قصصيا أو شعريا أو حتى في فن المقال أو المسرح، وبحضور نخبة من الأدباء”. يتابع ضيفنا “لا شك أن هذا من شأنه صقل ملكة المبدع وتطويرها من خلال النقاش الفكري والنقد البناء الإيجابي، وتقوم الرابطة كذلك بنشر نصوص الكتّاب الشباب عبر سلسلة كتب تسمى إشراقات، والكتاب من هذه السلسلة يصدر بين الحين والآخر، وقد صدرت خمسة أجزاء تضمّ مختارات بأقلام شبابية، وتقوم رابطة الأدباء أيضا بإشراك أقلام المواهب الشباب في فعالياتها، مثل المحاضرات والندوات والتمثيل الداخلي في المدارس والجامعات والمنتديات الثقافية وأيضا التمثيل الخارجي في الاتحادات والفعاليات التي تشترك فيها رابطة الأدباء الكويتيين، وهذا يسهم في تطور الكاتب وزرع الثقة لديه”. القضايا التي تثار في الدواوين الكويتية تناقش الكثير من هموم المواطن الكويتي سواء كان مثقفا أو غير ذلك وحول فاعلية رابطة الكتّاب الكويتيين التي يرأسها، والأثر الذي تحدثه في ظل وجود “الديوانيات” التي باتت تناقش قضايا الثقافة والأدب، يقول الرميضي “لا شك أن القضايا التي تثار في الدواوين الكويتية تناقش الكثير من الهموم والمعوقات المتعلقة بالمواطن الكويتي سواء كان مثقفا أو غير ذلك، ومن ضمن الأمور التي تناقش باستمرار الثقافة والأدب والمطبوعات الجديدة في معارض الكتاب وغيرها من الأمور، ولذلك فإن منبع المشاريع الثقافية في الكويت هو الديوانية، ونذكر على سبيل المثال أن أول مدرسة نظامية تأسست عام 1911 هي المدرسة المباركية، وجاءت فكرتها من ديوانية الشيخ يوسف الجناعي، وفي الحقيقة نسعد نحن الأدباء بأن تكون هناك نقاشات ثقافية في الديوانية الكويتية وفي رابطة الأدباء الكويتيين أيضا، لدينا ديوان يومي كبير يرتاده الكثير من الأدباء والشعراء والروائيين والصحافيين”. وعن الدور الذي لعبه المسرح في إثراء الحياة الثقافية بالكويت، وعمّا يقال عن تراجع المسرح الجاد واتجاهه نحو العبثية، يتحدث أمين عام رابطة الأدباء في الكويت لـ”العرب” قائلا “المسرح الكويتي عانى من الأمور المادية بعد تركيز المنتجين وأصحاب المصالح على الربح المادي، وقد أثر ذلك على تطور المسرح سواء كان تمثيلا أو كتابة أو حتى إخراجا، فنجد أن الاهتمام كان بما يطلبه المشاهدون، ولكن نجد أن هناك في المقابل البعض من المحاولات الجادة التي تتسم بالجودة، وهدفها إثراء العقول وليس إثراء جيب القائمين على المسرح”. :: اقرأ أيضاً خالد صدقة شاعر يعرف أماكن الفخاخ ولا يؤمن بالغابة كتاب يضم ملامح وأصواتا في الرواية العربية تجربة أولى لصناعة كتاب جزائري محلي معرض باريسي يجمع ثلاثة تيارات فنية متباينة رسمت المستحيل

مشاركة :