تكفى ... اختصر لنا الطريق - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 3/10/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

Cross the stream where it is shallowest المعنى الحرفي : أعبر الجدول من الممر الضحل . والمغزى حقق مطلبك بأقصر وسيلة. واضح لي عندما مررت بهذا المثل الإنجليزي أنه حديث العهد، وانه جاء بعد انتشار الواسطة. وعندي أن أقرب وسيلة لإصابة مغنم هو البحث عن واسطة فهي الآن أنجع وسيلة لنيل الأرب. وبالبحث في المعاجم عن تاريخ الواسطة نجدها قائمة في روما في العصور القديمة. فكلمة (nepotism) الإنجليزية أصلها لاتيني ومشتقة من كلمة nepos والتي تعني (nephew) ابن الأخ أو الأخت وفي العصور الوسطى بعض البابوات والأساقفة الكاثوليك من الذين قطعوا عهود الرهبنة كانوا يربون أبناءهم غير الشرعيين مدعين بأنهم أبناء أخواتهم أو إخوانهم وكانوا يفضلونهم في التعامل على الناس الآخرين. وهناك عدد من البابوات من الذين كان لهم أمثال هؤلاء الأبناء غير الشرعيين والأقرباء الآخرين وصلوا مراتب الكاردينالية. الواسطة في مجتمعاتنا الشرقية شائعة وتكاد تكون قاعدة ومعْلّما، وإن قُلتَ بأن معظم معاملاتك لا تسير إلا عن طريق الواسطة لم تكن مبالغاً. فهذا يبحث عن شفاعة حسنة لتسجيل ابنه في الجامعة، وذاك يبحث عن واسطة لنقل زوجته المدرسة من منطقة إلى أخرى، وآخر يريدها ليعالج أحد أولاده في المستشفى، ورابع وخامس وسادس. وقد تناول خطباء مساجد ومصلحون عندنا مسألة الواسطة ، أو " اختصار الطريق إلى الحاجة " وقال بعضهم إنها لم تكن موجودة قبل وجود العمل الورقي (الروتين) أو كما يقال "البيروقراطية " والكلمة الأخبرة لاتينية معناها "حكم المكاتب" يكاد يتفق أولئك الداعون والخطباء على أن الوساطات والشفاعات تختلف صورها وأحوالها وآثارها، وكذلك الناس يختلفون في مبدأ الواسطة، ففريق غالى وزاد فيها، يتوسط بحق وبغير حق، وبجهل أو بعلم، والفريق الآخر شدد في الواسطة والشفاعة وأغلق بابها، فلا ينفع قريبًا ولا يشفع لصديق، ولا يعين محتاجًا ولا يقف مع صاحب حق، والأصل بين الناس النفع والإعانة والشفاعة والمساعدة فيما يقدر المرء عليه ولا يضر بها أحدا. والمتفائلون رأوا في البرمجة والحواسيب نهجا جيدا لإبعاد القفز، فعندما لا تكتمل الحالة بوجهها الصحيح يرفضها الكومبيوتر. ويُظهر اسم المتوسط أو المتشفع.

مشاركة :