مع الوعي القليل يكفي - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 6/16/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أرى أن الوعي الاستهلاكي بدأ يتحسّن سنة عن أخرى، وخصوصاً عند حلول الشهر الكريم، والذي نرجو من الله أن يهله بالأمن والإيمان، والسلامة والغفران والأمن والسلام، والتوفيق لما يُحبه ويرضاه. الأُسر سوف تقيد أو تحد أو تحصر مشترياتها. أو تقصرها على الضروريات. لأن الناس قد أنفقوا جزءاً من مدخراتهم إما خلال السنة الدراسية الفائتة أو الإجازة أو التوفير للسنة الدراسية القادمة إن شاء الله.. ومن ناحية «مقاضي» رمضان أعتقد أن منطقتنا تسجل رقماً عالمياً في استهلاك الحلويات والمكسرات والفطائر. ولديّ ما يحملني على الاعتقاد أن معرفتنا بالحياة الغذائية لا تزال ناقصة. فقد سمعت من أحد معارفي أن الذي يطرح من بقايا طعام منزله في رمضان، هو نصف ما اشتراه تقريباً. إن لم يكن الرقم متحفظاً. كذلك سمعت من أحد العاملين بالمهن الطبية في إحدى مستشفيات العاصمة الرياض، أن قسم الإسعاف يعمد إلى إعداد خدمات إضافية لاستقبال الطوارئ في أول ثلاث أو أربع ليال من شهر الصوم. والحالات التي ترد هي بين تلبك في الأمعاء، حرقة في المعدة، ارتفاع مستوى السكر في الدم. وكل هذه كما نعلم مصدرها الأكل العشوائي. ومع هذا فأجندة الطعام والوصفات ترافقنا حتى نهاية شهر الصوم. واختفى من «المينيو» الرمضاني طعام الآباء كالجريش والقرصان والمطازيز والهريس، وحل محله الفطائر والكيك و«مارون جلاسيه» و«أم علي». وفي انتظار أن يكون لرحمة أمعائنا مكان أقول إن علينا أن ننظر إلى آبائنا وأجدادنا كيف كانوا يصومون طوال النهار ثم يذهبون إلى التراويح والقيام في قمة الانتعاش واليقظة والانبعاث والاسترداد. محلات الحلويات عندنا الآن في عز ازدهارها الموسمي.. والله وحده يعلم المكونات ومقدار ما اختلط بها من كيميائيات وحافظات. الجسم يقوى على الدفاع عن نفسه ضد هذه الغرائب، لكن فقط إلى حين. قال شاعر يحب الأكل والحلويات: وعليك بالفالوذ عند حضوره ودع البقول فإنها لا تنفعُ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :