كليات المجتمع .. علم لا ينفع

  • 3/10/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن لديهن فائض من الوقت احترن فيما يمكن أن يشغلن أنفسهن فيه فاخترن الالتحاق بكليات المجتمع، ولم يكن معهن فائض من المال كذلك احترن فيما يصرفنه فيه فقررن إنفاقه على المواصلات التي كانت تنقلهن من بيوتهن أو من قراهن إلى الجامعات التي استقبلتهن في كليات المجتمع، لم يكن لديهن فائض وقت ولا فائض مال غير أن الذي كان لديهن هو فائض الأمل الذي توهمن معه أن التعليم الذي سوف يتلقينه في الجامعات ومن خلال كليات المجتمع سوف يساهم في تحسين وضعهن الوظيفي، الفائض الذي كان لديهن هو تصديقهن أن الجامعات سوف تعلمهن العلم الذي يحتاجه المجتمع، وأن المجتمع سوف يثمن العلم الذي سهرن الليالي لكي يتلقينه. بعد عشر سنوات من التخرج اكتشفن الوهم الذي كن يعشن فيه، اكتشفن أنهن أهدرن وقتهن في علم لا ينفع وما كن بحاجته من المال في مواصلات تؤدي إلى كل الطرقات غير أنها لا تؤدي إلى المستقبل الذي كن يطمحن أن يصلن إليه. خريجات كليات المجتمع والتي أمعن التعليم العالي في افتتاح فصولها وأغدق على أساتذته الذين يعملون فيها حتى بلغت ٤٢ كلية، هؤلاء الخريجات لا يزلن على رصيف البطالة أو على رصيف وظائفهن التي التحقن بها حين حصلن على الشهادة الثانوية دون أن تلوح في الأفق أي بادرة حل تضع حدا لمعاناتهن رغم مرور عشر سنوات على تخرج الكثيرات منهن، عشر سنوات عجزت الجامعات خلالها عن أن تظفر باعتراف لما منحته أولئك الخريجات ودون أن تصل وزارة الخدمة المدنية إلى تصنيف لما يحملنه من شهادات. عشر سنوات مرشحة للتمديد وهن ممدات على رصيف الانتظار يلمن مرة التعليم العالي الذي أوهمهن أن طريق المستقبل يبدأ من جامعاته، ويلمن مرة وزارة الخدمة المدنية التي لا تزال عاجزة عن توصيف شهاداتهن التي حصلن عليها من جامعات سعودية وطنية لا يملك أحد الجرأة ليتهمها بأنها تعلم طالبات كليات المجتمع علوما لا نفع للمجتمع بها، ويلمن في كل مرة أنفسهن على ما أهدرنه من وقت وجهد ومال في علم لم يجدن فيه ما يعوض عليهن ذلك التعب والجهد.

مشاركة :