التحذير من تدخل الحشد الشعبي في الموصل

  • 10/19/2016
  • 00:00
  • 47
  • 0
  • 0
news-picture

رغم التفاؤل الكبير الذي أبدته الارادة السياسية العراقية خلال اليومين المنصرمين من بدء المعارك ضد التنظيم الداعشي لتطهير الموصل منه واخراجه بالقوة من هذا الاقليم العراقي الذي مني بسيطرة هذا التنظيم واستيلائه عليه، وهو تفاؤل رافق الانتصار الواضح للجيش العراقي من خلال توغله في قرى تابعة للموصل وتحقيقه نصرا واضحا يؤكد حتمية عودة الموصل من جديد الى حظيرة العراق. رغم ذلك التفاؤل فان الخطر يحدق بعملية التطهير بتدخل الحشد الشعبي في تفاصيل وجزئيات التوجهات العسكرية لتخليص الموصل من الاحتلال الداعشي البغيض، والأولى ابتعاد الحشد عن هذا التدخل الذي قد يعقد الأمر ويطيل أمد تحرير الموصل من قبضة داعش، فاحتمال تحويل الموصل الى برك من الدماء كما صرح بذلك وزير خارجية المملكة هو احتمال وارد وغير مستبعد. تشديد الوزير على احتمال تعقيد الأمر في الموصل بتدخل الحشد الشعبي هو أمر قد يلوح بالفعل، فانطلاق المعارك لاستعادة الموصل من التنظيم الداعشي حقق منذ اعلانه نجاحا واضحا، فكل الدلائل تشير الى أن داعش سوف يخسر الحرب لا محالة، وأن الموصل سوف يعود الى جسده العراقي من جديد، غير أن تدخل ميليشيات الحشد الشعبي في هذا الاقليم سوف يتسبب لا محالة في تصاعد الأزمة القائمة. من جانب آخر فان تدخل الحشد أغرى الأتراك للتدخل في الموصل رغم تحذيرات دولية بعدم زج تركيا في المعركة، فمن شأن التدخل التركي أن يعقد الأمر كثيرا، فاستعادة الموصل من قبضة التنظيم الداعشي قد لا تستغرق وقتا طويلا، غير أن التدخلات من قبل الحشد الشعبي، ومن قبل التلويح التركي بالتدخل قد يؤخر تطهير الموصل من قبضة التنظيم الداعشي، وهو أمر مرفوض من قبل الحكومة العراقية. التحذير من تدخل الحشد الشعبي في المعارك الدائرة لتخليص الموصل من قبضة داعش هو تحذير في محله، ذلك أن الجيش العراقي هو وحده المخول من وجهة قانونية ومنطقية لتخليص جزء من العراق من الاحتلال الداعشي، ومن ثم فان أي تدخل في المعارك الدائرة لاستعادة هذا الجزء سوف يؤدي الى تعقيد الأمر وإطالته. الجيش العراقي هو المخول لدخول معركة تحرير الموصل وتحريره من التنظيم الداعشي الارهابي، وهو وحده القادر على خوض معارك التحرير، والتدخلات في هذا الشأن من أي جهة من الجهات لن يؤدي الا لتعقيد المهمة التي يتحملها العراقيون لتخليص إقليمهم المحتل، وأي تدخلات محتملة سوف تصب في إطالة أمد الحرب، وهو أمر مرفوض من قبل الارادة العراقية التي تسعى لتخليص الموصل من عبث التنظيم الداعشي وسيطرته الغاشمة. الدلائل كلها تشير الى قدرة الجيش العراقي على حسم الأمر بالسرعة المتوخاة التي من شأنها اعادة الموصل الى العراقيين من جديد، وهي دلائل واضحة لا تشوبها شائبة الا اذا تدخلت بعض الأطراف التي لا يحق لها التدخل في المعركة القائمة لتحرير هذا الاقليم وانتزاعه من قبضة داعش، والأمل يحدو جميع الأوساط الدولية والعربية لمساعدة الجيش العراقي على تأدية واجبه في تخليص الموصل من احتلال داعش دون تدخل من أي جهة من الجهات.

مشاركة :