منشورات المتوسط في إيطاليا مجموعة شعرية للشاعر الاردني أمجد ناصر بعنوان "شقائق نعمان الحيرة" في 270 صفحة من القطع المتوسط. وتأتي المجموعة الشعرية لناصر في إطار مشروع دار المتوسط الجديد لإطلاق سلسلة للمختارات الشعرية العربية. وجاءت "شقائق نعمان الحيرة" أول أعمال السلسلة المقرر إطلاقها تباعا، وقد غطت هذه المختارات جميع دواوين الشاعر الصادرة منذ "مديح لمقهى آخر"، ومروراً بـ"منذ جلعاد كان يصعد الجبل"، و"رعاة العزلة" و"وصول الغرباء"، و"سُرَّ من رآك"، و"مرتقى الأنفاس"، و"كلما رأى علامة"، وحتى "حياة كسرد متقطع". وكتب مقدمة الكتاب الشاعر سعدي يوسفن وجاء في كلمة الغلاف المقتطفة من مقدمة سعدي: " لَكأنّ العقودَ الثلاثةَ التي تمدّدَ عليها شِعرُ أمجد ناصر، هي عقود الامتحان القاسي المديد، إذ جرت مياهٌ كثيرةٌ تحت جسورٍ كثيرة، وانهدمت جسورٌ وقلاعٌ، وزالت ديارٌ، وفُتِحتْ أبوابٌ، وغُلِّقَتْ أخرى. في هذه العقود، تساوى الغثُّ والسمينُ، والمعرَبُ والمعجَم، والناطقُ بالضادِ وغيرُ الناطق. تساوى محررُ الصفحة والشاعر، الأبيضُ والأسودُ. وثارتْ عواصفُ كبرى في الفنجان". وأضاف سعدي يوسف "المعاركُ الشعرية التي حُسِمتْ في أوربا وأميركا، منذ قرنَينِ، ثارَ نَقعُها، وخفقتْ بيارقُها عندنا، أمارةً على موقعنا الفعليّ من التاريخ الثقافيّ والشعريّ. لقد كان المشهدُ مؤلماً، ولايزال. البابُ الوسيعُ الذي كان بإمكان قصيدة النثر أن تفتحه أمام تطور النصّ الشعريّ العربي، انهدَمَ تحتَ سيلٍ عَرِمٍ منتفاهةِ الـمُسَطَّرِ المجّانيّ، غيرِ ذي العلاقةِ بالحياة وأشيائها، واللغةِ وأفيائِها... لقد كانت عقوداً للتخلّف العامّ في أمّةٍ تُدفَعُ خارجَ التاريخِ دفعاً. أين أمجد ناصر من هذا كله؟ أعتقدُ أن الرجل زوى نفسَه عن المشهدِ الفاجع بمجانيةِ الدعوى والمعترَك، وظلَّ يطوِّرُ رؤيتَه وأداتَه، مستقلاًّ بنفسِه، لايرفع بيرقاً، ولا ينضوي تحت بيرقٍ". ومن أشعار المجموعة اختار أمجد ناصر مقطعا وضعه على الغلاف: إنها أيامُنا بيَّضنَا صفحةَ الليلِ وأودعنا شقائقَ نعمان الحَيْرةِ في سفوحٍ لم نَطَأْها بخطىً كبيرةٍ عبرنَا الأشجارَ لنحولَ دون يقظةٍ الفجّر أيامَ الهبوبِ المداريِ للسَّهَرِ والصعود إلى كمائنَ مغمورةٍ باليودِ. البحرُ قلدَنا أوسمةً الهيجانِ والبنادقُ أوحتْ بذكرياتٍ مهجورةِ في المضاجعِ. أيامُ الولعِ والمهاراتِ أيامُ الحُمَّى والمواعيد. غفونا بين أنفاسِ القروياتِ تاركينَ لأعدائِنا دروباً إلى أكتافِنا.
مشاركة :