هذه قضيتنا.. فأين المحامي ؟ (1: 2)

  • 10/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في عالمنا الكبير، هناك كثير ممن ليس لديهم قضايا لكنهم يصطنعونها، أو لديهم قضايا إلا أنها غير حقيقية، أو هي حقيقية لكنها غير عادلة، وربما كانت عادلة غير أنها ليست مصيرية ولا مؤثرة، والعجيب أنّ هؤلاء فجأةً تصبح لهم قضايا، وتمسي قضاياهم ملء السمع والبصر، يُشغلون بها العالم، ويُحركون بها الدول، وكأنهم أصحاب قضية كبرى، فكيف حصل ذلك؟ وبمقابل القضايا يقبع المحامون، فكما توجد قضايا ليس لها محامون، يوجد محامون لكنهم فاشلون، وقد يكون المحامي ناجحاً إلا أنه خائن للقضية، وأحيانا يصل الأمر إلى درجة أن المحامي الذي يعوِّل عليه صاحب القضية ويثق فيه ويقدِّم له الأتعاب، إلا أن هذا المحامي يخدم الخصم لسبب أو لآخر. ونحن في بلادنا الحبيبة، وطننا الغالي، قَدَرُنا أن يكون له قضاياها الكبرى العميقة العادلة، فوطننا أعظم الأوطان وقضاياه أعظم القضايا، ومن قضايا وطننا المملكة العربية السعودية خدمة وحماية الحرمين الشريفين، والتمسك بالهوية الإسلامية، والمنهج الوسطي، إضافة إلى ريادة وقيادة العالم العربي، وكذلك تبنّي ودعم قضايا الأمة الإسلامية، وأيضاً الاضطلاع بالدور الإنساني العالمي لتحقيق السلام، ومساعدة المنكوبين ومساندة المحتاجين على مستوى العالم. أما المحامون المفترَضون عن هذه القضايا، فهم صفوف متوازية ومتقاطعة من أبناء المجتمع، يجب عليهم أن يجندوا أنفسهم محامين عن وطنهم، ومدافعين عن بلادهم، كلٌّ بالسلاح الذي يملكه، والطريقة التي يحسنها، والوسيلة التي بيده، فالجندي في ثكنته، والمعلم في فصله، والخطيب على منبره، والإعلامي من خلال وسائله، والدبلوماسي على طاولته، والحقوقي بأدواته، والكاتب بقلمه، والشاعر بحرفه، والداعية في دعوته، والعالم في درسه، وكذلك الطبيب والمهندس والعامل وو.. وكل فئات المجتمع، كلُّ طاقات المجتمع، وإمكانات الوطن، يجب أن تحتشد خلف قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين ونائبيه حفظهم الله لخدمة الدين والوطن، وخلف منجزاتنا الوطنية، ومكتسباتنا المجتمعية، ورؤيتنا الوسطية، وقبل ذلك كله خلف ديننا القويم، كي نواجه مجتمعين متحدين العدو اللدود الذي يرمينا كذبا بالإرهاب وهو الذي يصنعه، والعدو الذي يبتزنا بعصا (جاستا) وعينه على جزرتنا، العدو الذي يشوّش علينا بالتشدد والتطرف والأصولية والوهابية، العدو الذي يتآمر على حكامنا، ويتطاول على علمائنا، ويتهم دعاتنا، العدو الذي يظن حكمتنا عجزاً، ويحسب حلمنا ضعفاً، ويعدّ تعاطفنا تدخّلاً. وفي مقدمة هؤلاء المحامين والإعلام، فالإعلام برجاله ومؤسساته وإمكاناته وميزانياته، وبقسميه القديم والحديث، وبشقيه الرسمي والخاص، إن الإعلام هو المحامي الأكبر، وموقعه في الصف الأول والخط الأمامي ليقوم بواجب المحاماة الفكرية والإعلامية، ويبادر إلى صياغة الذهنية الصافية من كل غبش، ورسم الصورة الحقيقية عن وطننا وقضاياه، إن واجب الإعلام في بلادنا أن يكون المحامي الناجح، والمدافع الذكي والحارس المخلص فكرياً وثقافياً وعقلياً، بقوة ناعمة عميقة مؤثرة، دفاعاً عن الوطن ومكتسباته في مواجهة تيار بل عاصفة الهجوم، والتهجّم الذي يستهدف وطننا وبلادنا بكل مكوناتها. وللحديث بقية ..

مشاركة :