المحامي مبارك سعدون الصالح المطوع (1 ــــ 2)

  • 10/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يغرس الآباء حب الخير في أنُفس أطفالهم فإنه يتأصّل في أنفسهم، ويصبح سمة أصيلة في شخصيتهم، وحين يكبر يصبح مثالاً يحتذى في نفع مجتمعه وكل من حوله، لذلك كن قدوة حسنة لابنك في كرمك وعطائك وبذل الخير للناس، فلسان الحال أبلغ في النفوس من لسان المقال. كما لم يأت الإسلام بتعاليمه ليكون عظات تسمو بروحانيات الناس في علاقتهم بالله تعالى فقط، لكن جاء أيضاً لينظّم علاقات الخلق بعضهم ببعض، حتى يسود التفاهم والألفة والمحبة في المجتمع، وفي هذا يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «خيرُ الناس أنفعُهُمْ لِلناسِ» (صحيح الجامع). واليوم حديثنا عن بدايات أحد رواد العمل الخيري والحقوقي، الذي بدأ حياته العملية أثناء دراسته الجامعية، فعمل سكرتير تحرير مجلة المجتمع في عامي 75 و76، واستحدث زاوية «حديث المجتمع» وكتب فيها مقالات عدة. بداياته في العمل الخيري أثناء الدراسة أثناء دراسته توجّه للأنشطة الطلابية، حتى أصبح عضواً في الهيئة الإدارية لإدارة الطلبة، ثم أمين سر جمعية القانون والعمل التطوعي لتقديم خدمات للطلبة ومنها تشجيعهم على أداء العمرة من باب التوجّه الاسلامي الذي سلكه الناشط في العمل الخيري المحامي مبارك سعدون الصالح المطوع. ويقول السيد مبارك المطوع: «إن عمل الخير لا يقتصر على تقديم المساعدات والصدقات فقط، بل له أشكال عديدة؛ مثل تقديم النصح والإرشاد، وإماطة الأذى، والأمر بالمعروف». وقد قام بهذه الأشكال وهو في الثالثة عشرة من عمره، من خلال المساجد ودعوة الأهالي إلى زيارة المساجد لتعلم أمور دينهم ودنياهم، وكانت انطلاقته للعمل الخيري قد بدأت أثناء دراسته، فقد كان يتبادل الهدايا مع أصدقائه، ثم تعلّم العمل الجماعي الذي يهدف إلى مد يد العون لكل محتاج. وعندما التحق بجامعة الكويت لدراسة المحاماة في كلية الحقوق، توجّه للعمل النقابي والحركي في نطاق الجامعة، فكان في اتحاد الطلبة عام 1972 وهو العام الذي التحق فيه بالجامعة، ثم أصبح أميناً لجمعية القانون في كلية الحقوق، التي أمضى فيها أربع سنوات ونصف السنة. بداياته في العمل الخيري أثناء دراسته الجامعية والمحاماة أصلاً مهنة إنسانية، فيها يتم استرجاع الحقوق، وخدمة الناس، فبعد تخرّجه في الجامعة وعمله في مهنة المحاماة وتحديداً في بداية عام 1978 تمت دعوته لزيارة الهند، وقام بزيارة بعض المدن هناك، منها كيرلا، ثم توجه إلى باكستان وعاد إلى دولة الكويت، بعد أن اطلع على أحوال المسلمين هناك واحتياجاتهم الانسانية، وكانت تلك الفترة قد شهدت العديد من الحروب التي تضرر منها المسلمون، وخاصة في أفغانستان، ما أثار في نفسه فكرة تنظيم العمل الإنساني الخيري هناك، والذي تشهده الساحة الكويتية منذ سنوات طويلة، وامتدت أيديهم لتقديم العون للقاصي والداني في بقاع العالم من مسلمين وغيرهم. بداياته في العمل الخيري في بلاد الهند اكتسب السيد مبارك المطوع الخبرة الطيبة في كيفية إدارة العمل الخيري والتطوعي، بالإضافة إلى طبيعة عمله كمحام، ما جعله مؤهلاً للانطلاق إلى ساحات العمل الميداني، فكان يلتقي التجار، في أماكن أعمالهم، ويتنقل باستمرار في بلاد الهند وباكستان للقيام بأعمال الخير ــــ وقد ذكرناها في بداياته في العمل الخير أثناء دراسته الجامعية ــــ وتوزيع المساعدات التي يحصل عليها من أهل الكويت لإقامة المشروعات الخيرية بأشكالها المختلفة، والاطلاع على أحوال المسلمين والعمل على تثبيت الإسلام في مدن وقرى هذه البلدان التي يزورونها. د. عبدالمحسن الجارالله الخرافيajkharafi@yahoo.com www.ajkharafi.com

مشاركة :