أثارت شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية جدلا واسعًا مؤخرًا، بعدما طرحت موضوعا للمناقشة عبر موقعها في نسخته العربية، يمكن اختصاره في سؤال: هل يمكن للمرأة العربية أن تكون رئيسة دولة؟. ووجد السؤال تفاعلا كبيرًا من قراء الشبكة البريطانية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث رد قرابة ألف مستخدم، على أسئلة: "هل توافق أن تتولى امرأةٌ رئاسةَ الدولة في بلدك؟ هل تصوت عليها؟ لماذا برأيك لم تتمكن المرأة العربية من تولي مثل هذا المنصب في أي بلد عربي؟". وقالت "بي بي سي" إن طرح الموضوع للنقاش كشف عن أن الرافضين لفكرة أن تكون المرأة رئيسة دولة هم أكثر بكثير ممن يقبلونها، متسائلة "أين تكمن الصعوبة؟ هل في الخوف من مخالفة حديث نبوي شريف يقول (لا يفلح قوم ولَّوْا أمرهم امرأة)؟ وماذا لو كان الحديث نفسه لا يتضمن منعا وأنه مرتبط بحادثة غير قابلة للتعميم؟ ماذا لو أن الدين ليس ضد حكم المرأة؟ هل تحكم؟". ولفتت إلى أن بعض المجتمعات العربية أقل تشددًا من أخرى في مسألة تقبل المرأة في المجال السياسي، مبينةً أنه من غير النادر الآن مشاهدة نساء يمارسن السياسة في عدد من الدول العربية؛ إلا أن مسألة جلوسهن على كرسي الرئاسة لم يتحقق حتى اليوم. وأرجع بعض قراء "بي بي سي" عدم تولي المرأة العربية للسلطة إلى شيئين "الأول أن المرأة لم تنخرط وتتولى القيادة في الجيوش العربية وغالبية النظم قامت على انقلابات، وثاني الأمور أن بعض الرجال قزموا من مكانتها، وأصبحت في نظر المجتمعات ناقصة عقل ودين، أو قل نصف إنسان، لهذا لم ولن تتولى السلطة والقيادة". لكن الذين يرون العكس كثيرون، وأسبابهم كثيرة أيضًا، منهم أحمد الشنقيطي الذي قال إن "المرأة العربية لا تصلح لقيادة السيارة فكيف بقيادة الوطن؟ لا أصوت لها ولا أثق بها حتى في قيادة المنزل". وبينت الشبكة أن رفض قبول رئاسة المرأة لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن بعض النساء يقفن ضد الفكرة، حيث علقت داليا فوزي بالقول: "لا طبعا، أولا دينيا فيها شبهة، ثانيا أسوأ شيء في الدنيا أن تكون المرأة رئيسة في أي عمل. إنها تضطهد أي زميلة تعمل معها خصوصا لو كانت حلوة، ثم بشكل عام المرأة فاشلة إداريًّا".
مشاركة :