مليارات الأسر المنتجة | إبراهيم محمد باداود

  • 2/13/2016
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الأسر المنتجة، هذا المصطلح الذي ظهر قبل أكثر من عشر سنوات وانتشر ولله الحمد بشكلٍ كبير في العديد من مدن المملكة، وخصوصًا المدن الصغيرة، والمقصود بالأسر المنتجة؛ هي الأسرة التي يستطيع أحد أفرادها -وغالبًا المرأة- أن تعمل وتُقدِّم منتجًا أو خدمة تحصل من خلالها على عائد مادي، وذلك من خلال مشروعات متناهية الصغر، سواء كان من المنزل أو من أي موقع آخر، وتساهم مثل هذه المشروعات في توفير فرص عمل، كما تساهم في تعزيز التنمية ودمج تلك الأسر المنتجة في إطار المجتمع. الاهتمام بالأسر المنتجة في تزايد مستمر ولله الحمد، فمشروعات هذه الأسر كانت في السابق مخفية وغير معروفة، لأن وسائل التسويق كانت محدودة ومرتفعة الثمن، كما كانت النظرة إليها سلبية، أما اليوم فقد تغيَّرت الرؤية، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تعريف المجتمع بها، وأصبحت تلك الوسائل القنوات الأساسية للترويج للمنتجات والخدمات بمختلف أنواعها، مما ساهم ليس فقط في انتشارها، بل وتطويرها وتحسين نوعيتها، كما سعت بعض الجهات الرسمية إلى وضع اللوائح والأنظمة والضوابط التي تراعي هذا النشاط، إضافة إلى قيام بعض الجهات بتقديم برامج تدريبية وتمويلية متخصصة، وعقد ورش عمل مختلفة، وتنظيم المعارض الموسمية للأسر المنتجة. وقد تواصل مُؤخَّرًا دعم الدولة لمشروعات الأسر المنتجة، فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- على أن يخصّص البنك السعودي للتسليف والادخار ملياري ريال لدعم المشروعات الصغيرة للأسر المحتاجة، ومليارًا و500 مليون ريال لمشروعات الأسر المنتجة لمساعدة هذه الأسر في اقتناء المعدات التي تمثل رأس المال والمواد الخام وغيرها من المستلزمات التي تمكن هذه الأسر من بداية مشروعاتها، وهذه الخطوة الإيجابية من شأنها أن تساهم في دعم هذه الأسر، وأن تعمل على توسيع نطاق أنشطتها وبرامجها وتطويرها، ولكن المهم هو وضع المعايير التي تساهم في تحقيق نتائج واضحة ومستدامة لمثل هذه الأسر، فعلى سبيل المثال يجب أن نعرف كم أسرة تمكَّنت من تطوير مستواها المعيشي، وانتقلت من مرحلة الضمان الاجتماعي إلى الاعتماد على نفسها من خلال هذا الدعم؟، أو كم أسرة تمكنت من المساهمة في توفير فرص عمل جديدة للآخرين؟ أو كم أسرة استطاعت أن تطورعملها ومستوى دخلها؟ أو كم أسرة توسّع عدد المستفيدين من منتجها أو خدمتها وتضاعف خلال عام واحد؟. هذه نماذج لبعض المعايير التي يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقًا بمليارات الأسر المنتجة، لأن آخر ما نتمنَّاه أن تُقدّم تلك الأموال لتلك الأسر، ويبقى وضعها كما هو، ولا تعتمد على نفسها مستقبلًا. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :