وسائل التواصل.. تسرق الكُتّاب من «الورقية» وتغريهم بالجماهيرية

  • 10/22/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باتت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت هي المنافس الأقوى للصحف الورقية، نظرًا لسهولتها وتوفرها وشموليتها وقدرتها على جمع أكبر عدد ممكن من المواد الصحفية والفكرية والثقافية المكتوبة، وهو ما دفع العديد من الكتاب والمفكرين والصحفيين إلى اللجوء إلى تلك الوسائل لنشر مقالاتهم على نطاقات واسعة، متلقين خلالها ردود الأفعال مباشرة، وآراء المتلقين فيما يطرحون من أفكار. ويبدو أن وسائل التواصل ليست هي المهدد الأول للأفكار المطبوعة، أو المكتوبة ورقيًا، وإنما سبقها إلى ذلك ماعرف بالكتاب الإلكتروني، الذي تعود إرهاصاته الأولى إلى ما عرف بمشروع غوتنبرغ، الذي بدأه مايكل هارت عام 1971م، وهو مشروع تطوعي هدف عند تأسيسه إلى تحويل وتخزين ونشر الأعمال الثقافية بشكل رقمي، ولذلك فهو يعتبر أقدم مكتبة إلكترونية موجودة في العالم، أما فكرة الكتاب الإلكتروني بشكلها الحالي فهي تعود إلى أوائل التسعينيات، وأحد مبتكريها هو «بوب ستاين» الذي عقد مقارنة بين القراءة من خلال الشاشة الإلكترونية والقراءة من الكتاب الورقي فتوصل إلى نتيجة مفادها أن القراءة من جهاز إلكتروني تتميز على القراءة من كتاب تقليدي. لا غنى عن الورقية ورغم ما يبدو من صراع وهمي بين الصحف الورقية والمواقع الإلكرتونية، إلا أن واقع الحال، وما أقره الباحثون، يؤكد أن الصحف الورقية هي الوسيط الأول للنشر والمعرفة، فيما تأتي وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية لاحقة عليها بإعادة النشر، وإعادة توزيع ما كتبه الكتاب من مقالات وآراء مطبوعة، عبر وسيط جديد له متلقون جدد، وهو تلك المواقع والوسائل، ولذلك يرى العديد من الباحثين أنه لا غنى عن الصحف الورقية، وأن وجود الرقمية لا يمثل تهديدًا لوجودها لأنه تالٍ عليها، وإنما هي منافسة طبيعية في خدمة القارئ والمتلقي. خاشقجي: أرضية صالحة للتفاعل والنقاش حول المقال يرى الكاتب الصحفي جمال خاشقجي أن قيام الكاتب بنشر مقالاته في مواقع التواصل الاجتماعي أمر طبيعي، لأن تلك الوسائل هي التطوير اللا نهائي لفكرة المنادي. فهي أداة لإبلاغ الناس بالمقال، وأيضًا الحوار حول المقال. بمعنى أنها أرضية صالحة لنشر ما يكتب، وتلقي التعليقات عليه، والمناقشة حوله، وأيضًا للدلالة على المقال، لذا فمن الطبيعي أن يستخدم الكاتب وسائل التواصل الاجتماعي بغرض التواصل مع قرائه، منوهًا إلى أن من أهم الأسباب للجوء الكتاب إلى ذلك هو الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، وما اتفق عليه وما اختلف. ونفى خاشقجي أن تكون الصحف الورقية قد تراجعت أمام الإلكترونية ووسائل التواصل، وأن ما يقال في هذا الصدد غير صحيح تمامًا، لأن أصل ما ينشر ألكترونيًا هو لمواد كتبت في الصحافة الورقية، وبالتالي فتلك المقولة غير صحيحة على إطلاقها. قارئ: لا يزال للصحف الورقية نكهتها في قراءة المقالات أما القارئ فهد الجعيد فيعلق على ذلك بقوله: لا يخفى على الجميع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن تبقى قراءة المقالات في الصحف ذات نكهة خاصة، ففي السابق كان الناس يبحثون عن المقالات عند قراءة الصحف، لكن من سلبيات نشر المقالات في التواصل الاجتماعي سهولة نسب المقالات لآخرين دون أصحابها الحقيقيين الذين يهدر جهدهم وفكرهم، وبالتالي تقل المصداقية حتى في المحتوى. وأضاف: بالرغم من توافر مقالات لكتاب إلكترونيًا، إلا أنني مازلت وغيري كثيرون نفضل قراءتها ورقيًا. مزايا القراءة الالكترونية : سهل التداول والتناقل والإعارة أقل تكلفة متاح في كل مكان وعلى مدار الساعة أكبر سعة عيوبها: تعطي مؤشرات كاذبة أو غير دقيقة تسهل الاجتزاء وقطع السياقات الأعطال التقنية التعرض للتلف المفاجئ

مشاركة :