سددت متبرعة 50 ألف درهم، كلفة إجراء عملية جراحية للمريضة «شيماء» (19 سنة ـــ من جنسية دولة خليجية)، والتي تعاني تشوهات خلقية في العمود الفقري، ونسق «الخط الساخن» بين المتبرع وإدارة مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان، لتحويل المبلغ لحساب المريضة. انحراف العمود الفقري يعد انحراف العمود الفقري أو جنف العمود الفقري، حالة مرضية تسبب له انحرافاً (ميلاناً) من جهة إلى جهة، واستدارة الفقرات بهذا الاتجاه بحيث لا يكون فيها العمود الفقري عمودياً. وفي هذه الحالة تتشكل انحناءات، تحت تأثير ثقل الجسم، والتي تشكل في بعض الأحيان شكل حرف (S). وعلاج الجنف يعتمد على شدة درجة زاوية الانحناء ونوع الجنف، مثلاً الجنف الثانوي يكون العلاج بالدرجة الأولى موجهاً ضد المرض المُسبب للجنف، وتوجد علاجات تحفظية، وإذا فشلت فلا يوجد علاج سوى العملية الجراحية. والعمل الجراحي يقوم على وضع جهاز مفصلي من المعدن، إضافة إلى أحد أضلع المريض الذي يقطع إلى قطع، تساعد بإضافتها إلى الجهاز في تقويم الفقرات، وتخفف حدة انحناء العمود الفقري، لكن بدرجة معينة. وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، في 19 من الشهر الجاري، قصة معاناة أسرة المريضة لعدم قدرتها على التكفل بعلاجها، نظراً لتواضع إمكاناتها المالية. وأعربت أسرة «شيماء»، عن سعادتها وشكرها العميق للمتبرعة ووقفتها مع معاناتهم، إذ أعاد هذا التبرع الأمل لهم في تعافي ابنتهم، مؤكدين أن هذا التبرع ليس غريباً على أفراد ومؤسسات الدولة، في سعيهم الدائم إلى فعل الخير. ووفق التقرير الطبي الصادر من مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في عجمان، فإن «شيماء» تعاني تشوهات في العمود الفقري، يتمثل في انحراف خلقي، وتحتاج إلى عملية جراحية لمنع تدهور حالتها، كلفتها 50 ألف درهم، وسيتم إجراء العملية من قبل طبيب زائر في المستشفى، الأسبوع الجاري. وروى والد المريضة قصة معاناة ابنته، قائلاً: «(شيماء) تعاني مشكلات صحية في العمود الفقري منذ ولادتها، لكن نسبتها كانت ضئيلة مقارنة مع وضعها الحالي»، مضيفاً: «عندما بدأ التشوه يزيد شيئاً فشيئاً، اعتقدنا أنه أمر عارض سيزول مع الوقت، وقد تم عرضها على أطباء في مستشفى أم القيوين ووصفوا لها أدوية مع علاج طبيعي، لكن الوضع لم يتحسن، بل ازداد سوءاً إذ لم تعد قادرة على المشي، وزادت مخاوفنا من انحناء العمود الفقري بشكل أكبر، خصوصاً أن الفقرات بدأت في الاعوجاج». وتابع: «عرضنا الحالة على أطباء عديدين في مستشفيات حكومية وخاصة لكن دون جدوى، إذ لم تستجب للأدوية والعلاج طبيعي، بعدها نصحني أحد الأصدقاء بنقلها إلى مستشفى الشيخ خليفة في عجمان، فاستجبت له، وهناك تمت معاينة حالتها من جديد، وأكد الأطباء أنها تحتاج إلى عملية جراحية بشكل عاجل، لمنع تدهور حالتها الصحية بشكل أكبر». وقال والد المريضة: «كلفة العملية 50 ألف درهم، وسيتم إجراؤها عن طريق طبيب أجنبي زائر، والمشكلة أن ظروفي وإمكاناتي المالية المتواضعة لا تسمح بتوفير المبلغ، فأسرتي مكونة من 13 فرداً، وكنت أعمل حارساً في إحدى المدارس الحكومية بأم القيوين، وتم إنهاء خدماتي لكبر سني، وينفق على الأسرة اثنان من أبنائي يعملان في مؤسسات حكومية في دبي برواتب لا تتجاوز 14 ألف درهم، تذهب لإيجار المسكن ومصروفات الحياة». وأضاف: «كانت (شيماء) تدرس في كلية الاقتصاد في السنة الأولى، وبسبب ظروفها الصحية أكملت فصلاً دراسياً واحداً، ولم تستطع إكمال الفصل الدراسي الثاني، نظراً لتردي وضعها الصحي، الذي أثر بشكل سلبي في سير حياتها وحالتها النفسية، إذ أصبحت تشعر بأنها أقل من الأشخاص الأسوياء».
مشاركة :