شيماء المرزوقي تتزايد الأخبار والأنباء التي تتحدث عن شركات، تعمل على صناعة صواريخ ومركبات فضائية تتمكن من القيام برحلات إلى المريخ، ليس هذا وحسب بل تهدف لاستيطانه، ولكن جميعنا يعلم أن التكنولوجيا لتحقيق مثل هذا الهدف ما زالت في تطوير، ولم يتم تجربتها حتى الآن، رغم وجود البعض من الأصوات تعتبر المريخ، كوكباً غير صالح للحياة، وتكلفة أن تبقى فيه البشرية أكبر مما قد يتحقق فعلاً. والبعض الآخر اعتبر المريخ مناسباً ليكون قاعدة للانطلاق للكواكب الأخرى، بمعنى قاعدة لغزو الفضاء، وليس للاستيطان وبناء مستعمرات بشرية، وأصحاب هذا القول يشيرون لطبيعة المريخ التي تنعدم فيها مقومات الحياة الأساسية، فضلاً عن وجود الغازات القاتلة، ومعها يتطلب أن يعيش الإنسان في بدلة مزودة بنظام حياة يماثل ما على الأرض، تحميه من تلك الأشعة الضارة، وإذا كانت هناك تجمعات بشرية فالحاجة ستكون أكبر لبناء قباب ضخمة من الزجاج، وأن توجد مولدات تبث وتصنع مصادر الحياة مثل الأوكسجين والماء، وهنا ينبع تساؤل بديهي، كيف يتم توفير كل هذه المعدات والأدوات لبناء هذه المدن الضخمة، ونحن حتى اليوم لم نصنع إلا مركبات فضائية يتم فيها تكديس ستة إلى ثمانية من رواد الفضاء بشكل مضغوط، ونعلم أن الرحلة إلى المريخ ووفق هذه الإمكانات تستغرق نحو العامين، وحتى ترديد البعض أنه يمكن في يوم ما استصلاح التربة في المريخ وزراعتها، فإن هذه تخمينات ونظريات لم يتم تطبيقها واقعياً، ولم يسبق تجربتها وإثبات إمكانيتها من عدمه. لنقرأ ما أعلنته شركة سبيس أكس عن أنه يجب أن يكون المسافرون إلى المريخ مع الشركة موافقين على احتمالية كون القرار الذي اتخذوه يكلفهم حياتهم، وهذا ما ذكره يلون مسك، المؤسس والمدير التنفيذي للشركة، حسب ما جاء في موقع العلوم الحقيقية على شبكة الإنترنت. كل صاحب عقل يدرك ويعلم أن عدم عودة المستوطنين المتحمسين للإقامة في المريخ، ماثلة وأنهم لن يعودوا للأرض، وببساطة متناهية سيموتون، وهذا مؤكد، لأن هناك صعوبات جمّة من انطلاقهم في صاروخ يستغرق وقت وصوله إلى المريخ عدة أشهر، ولم يتم تجربته من قبل، وعندما يصلون إلى المريخ، ما الذي سيواجهونه من رياح وعواصف كونية، وطبيعة قاتلة تماماً للإنسان، دون أن يتسلح هذا الإنسان بما يكفي من العلم والمعارف وأيضا التطور التكنولوجي. أنا مع مثل هذا النهم العلمي، ومع التطلع نحو الفضاء والعمل على غزوه وتسيّده، ولكن لست مع فتح المجال أمام شركات همها الكسب المادي، تجمع الأموال من المغامرين ومحبي المجازفة، وتستغل الفضول البشري، لتحقيق مكسب على حساب آمال وتطلعات البشرية بمستقبل واعد وجميل. Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :