معركة الموصل... الخناق يضيق على «داعش» - خارجيات

  • 10/25/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الخناق يضيق على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في مدينة الموصل... المعركة التي انطلقت في 17 الجاري، حملت أمس، تطوراً نوعياً، فقد سيطرت القوات العراقية على قرية طامر آوه ووادي طامر آوه (5 كيلومترات فقط عن الموصل) شرق محافظة نينوى، وعلى ناحية كرمليس قرب قضاء الحمدانية، الذي طردت التنظيم منه قبل أيام، إضافة إلى سيطرتها على قرى خزنة وخزنة تبة وطرب زاوة والموفقية وطهراوة قرب ناحية برطلة في الحمدانية، وقرية طوبزاوة (8 كيلومترات عن الموصل). وذكرت مصادر لـ «الراي» أن «حشوداً من الجيش تستعد قرب الحمدانية، لاقتحام الجانب الأيسر من الموصل»، فيما باتت البيشمركة على بعد 9 كليومترات من الموصل، وواصلت تقدمها لاستعادة قرى كفروك وكاني شرين وفلفيل في منطقة سهل نينوى شمال شرقي الموصل، التي حاصرتها خلال الأيام الماضية. وفي حصيلة عامة لثمانية أيام من المعركة، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» أنه «تم قتل 772 من عناصر داعش في مختلف جبهات نينوى، كما تم اعتقال 23 آخرين، وتدمير 127 سيارة مفخّخة وتفجير397 عبوة ناسفة فضلا عن تدمير أسلحة وذخيرة للعدو». غير ان «داعش» حاول تحريك الجبهة الغربية، الهادئة حتى الآن، لتخفيف الضغوط عليه في الموصل، فاقتحم، أمس، حي الكرابلة، آخر موقع للقوات الحكومية في قضاء الرطبة في محافظة الأنبار. وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أن مسلحيه «اقتحموا حي الكرابلة في الرطبة في الأنبار قرب الحدود الأردنية». وصرح رئيس مجلس الأنبار صباح كرحوت لـ «الراي» بان «داعش» سيطر على حي الكرابلة، مضيفاً أن «بغداد أرسلت قوات من جهاز مكافحة الارهاب وتعزيزات عسكرية إلى القضاء، وسيطرت على عدد من الأحياء. المعارك مستمرة داخل حيي الميثاق والانتصار وسط القضاء». وفيما قال عقيد في الجيش إن «عناصر داعش سيطروا على حيي الميثاق والانتصار (وسط الرطبة)»، أوضح قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، أن «قطعات عسكرية من الجيش تابعة للفرقة الثامنة وقيادة عمليات الأنبار تحركت باتجاه الرطبة لتطهير بعض المواقع التي سيطر عليها داعش». وأفادت مصادر عسكرية بأن عناصر «داعش» يتحصّنون في أحياء داخل الرطبة، حيث اعتقلوا أشخاصا ونفذوا إعدامات رميا بالرصاص بحق خمسة على الأقل. واكد المحلاوي وقوع عمليات الإعدام، لكنه أوضح أن القوات العراقية في طريقها لاستعادة السيطرة على الرطبة. وأفاد قائممقام الرطبة، عماد الدليمي بأن «عناصر داعش يحتمون بالسكان، وقوات الأمن تحاصرهم وتحاول إخراج المدنيين قبل أن تبدأ عملية تطهير القضاء». ومن باب الاستعداد الامني، اتخذت القوات الأمنية إجراءات مشددة في مناطق الانبار، حيث قال مقدم في الجيش، إن «القوات العسكرية العراقية أجرت تحصينات في مدينة الرمادي ومناطق الهيت وكبيسة وعامرية الفلوجة، للحيلولة دون حصول خروقات مثل التي قام بها داعش في الرطبة». وكان العشرات من مقاتلي «داعش» اقتحموا، قبل أيام، بسياراتهم المفخّخة وأحزمتهم الناسفة، الرطبة، من 4 محاور وسيطروا على بعض أحيائه. في الأثناء، أفادت مصادر البيشمركة بأن «التنظيم بدأ هجوما على سنجار من محاور عدة، مستخدما مختلف أنواع الأسلحة، وبينها السيارات المفخّخة التي يقودها انتحاريون، وتم صد الهجوم وقتل 15 من مسلحي التنظيم، فيما هرب عدد آخر من مقاتليه نحو منطقة القحطانية». وفي كركوك، أعلن محافظها نجم الدين كريم، أن «القوات الامنية أحبطت هجوم التنظيم بالكامل وقتلت 74 من مقاتليه واعتقلت آخرين، بينهم قائد المجموعة التي خططت للهجمات»، مبيناً: «عادت الحياة الى طبيعتها في كركوك». وبينما أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لاستقبال 150 ألف نازح من الموصل، أفاد قائممقام قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين، علي الدودح، إنه تم تسجيل وصول نحو 20 ألف مدني نازح من مناطق حويجة كركوك ومناطق الساحل الأيسر باتجاه القضاء.في غضون ذلك، افادت اوساط وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، بأن «بضع مئات» من المسلحين وصلوا في الايام الاخيرة الى الموصل، آتين من سورية، مضيفة: «ما لاحظناه حاليا هو انتقال مقاتلين من سورية الى العراق، وليس العكس (...) بضع مئات من المقاتلين» تحركوا في الايام الاخيرة. وقال مقربون من لودريان: «يجب الحد من مخاطر فرار جماعي من الموصل الى الرقة» معقل التنظيم في سورية. بدورها، نفت السلطات العراقية مشاركة القوات التركية، بأي شكل من الأشكال، في عمليات استعادة الموصل.ووصف رئيس الوزراء حيدر العبادي أنباء مشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل بأنها «ادعاء كاذب لا صحة له». وفي تصريح صحافي مشترك مع رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفن، الذي وصل بغداد، أمس، قال العبادي: «بلغنا المراحل النهائية بتحرير الأراضي العراقية. نتقدم وفق الجدول الزمني بتحرير الأراضي في محافظة نينوى، ولن نسمح بالتجاوز على حقوق الانسان من قبل أية قوة تشارك في عمليات التحرير». إلى ذلك، أفاد نائب رئيس ميليشيا «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، أن «الوجود العسكري التركي اعتداء على سيادة العراق»، مشدّداً على أن «قوات الحشد الشعبي كانت وستبقى رهن إشارة القيادة المركزية العراقية في أي موقف تتخذه» حيال ما وصفه بـ «الانتهاكات التركية». وذكر المهندس أن «قوات الحشد تستعد لشن هجوم باتجاه تلعفر غرب الموصل، وإبادة الدواعش، لمساندة قوات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية في المعركة».

مشاركة :